عن جريدة العلم
إذا كانت بعض الرياضات الجماعية (كرة القدم – كرة اليد – كرة الطائرة) تنتظر الضوء الأخضر من السلطات العمومية من أجل استئناف أنشطتها بعد أن تكون شروط الاستئناف قد سطرت تفاصيلها وضبطت تدابيرها بعد أن أجبر وباء كورونا توقيفها … إلا أن كرة السلة، هي الرياضة الوحيدة، وتشكل الاستثناء التي لن تعود إلى القاعات الرياضية في القادم من الأسابيع إسوة بباقي الرياضات، حيث وضعيتها لا ترتبط فقط بجائحة كورونا، وإنما بسبب دخول كرة السلة في دوامة من الصراعات والحسابات بين “أهلها”، كانت نتائجها وخيمة على مسار هذه اللعبة، والتي ستكون تداعياتها عميقة على المدى المتوسط والبعيد. وإذا كان المختصون في كرة القدم يتحدثون عن ضرورة التحضير لأسابيع من أجل العودة للملاعب عقب توقف نشاطها على خلفية فيروس كورونا ، فكرة السلة ستتطلب وقتا أكبر، يسمح للفرق بتضميد جراحها وتجميع صفوفها، باستثناء بعض الفرق، وهي جد قليلة، التي قد تكون حافظت على استعداداتها وإن افتراضيا في زمن كورونا.
كرة السلة كما هو معلوم، كانت قد توقف نشاطها بقرار من وزير الشباب والرياضة السابق رشيد الطالبي العلمي، حيث تم تجميد عمل المكتب المديري الجامعي في أبريل من سنة 2019، فكان تعيين عبد المجيد بورا على رأس لجنة مؤقتة في أفق إعادة الدفء لهذه الرياضة، غير أن لا شيء تحقق. وبمجيء وزير الثقافة والشباب والرياضة حسن عبيابة كلف عبد الرزاق العكاري بالسهر على تقريب وجهات نظر الفرقاء وتسطير بعض القوانين. وفي وقت كانت بعض المؤشرات تلوح في الأفق بعودة البطولة تغير كل شيء إثر انتشار الفيروس التاجي، الذي فجأة ضرب جميع آمال العودة، حيث رغم الجهود التي بذلت من هذه اللجنة، ولقيت استحسانا من هنا وانتقادا من هناك، إلا أن الحصيلة تتلخص في استقالة رئيسها عبد الرزاق العكاري .
ويوم الجمعة 13 يونيو كانت كرة السلة على موعد مع لجنة مؤقت ثالثة أسندت رئاستها لكمال هجهوج، وهي تصادف تحمل عثمان الفردوس مسؤولية وزارة الثقافة والشباب والرياضة. كمال هجهوج وجه يعرف خبايا هذه اللعبة، حيث كان على رأس اللجنة المؤقتة التي سهرت في أكتوبر من سنة2013 على انتخاب مكتب جامعي جديد برئاسة مصطفى أوراش، لكن سرعان ما سيواجه هذا المكتب مشاكل داخلية، وانشقاقات في صفوفه أثرت سلبا على اللعبة.
على أي الأمور الآن بيد رئيس قديم/جديد لإيجاد حلول سريعة لملف عمر طويلا، إذ الأهم هو استئناف البطولة الوطنية، وفتح المجال أمام اللاعبين والمدربين والحكام في ممارسة هذه الرياضة، وبالخصوص أن البعض مورده الرئيسي هي كرة السلة، لكن قبل هذا وذاك، فإن تقريب مساحات “التباعد الفكري” بين الفرقاء يبقى أساسيا من رئيس اللجنة المؤقتة، وهو الذي قد لا يجد أمامه وضعية جديدة عما خبره سابقا إذ الرجل على اطلاع واسع بخيوطها، وسيزداد معرفة بها، وهو يتفحص ما سطره الخلف من اللجنتين المؤقتتين السابقتين.
وبالجملة، فيكفي هذه الرياضة ما تعرضت له من صراعات ليعود الجميع إلى جادة الصواب، وقد تكون البداية بجلوس الجميع على طاولة واحدة، على أن يقطع الجميع مع الضربات، التي توجه لكرة السلة ظاهرا وباطنا. وأولى الخطوات الايجابية، هو عقد جمع عام للجامعة ، يفرز مكتبا قويا ومتجانس الأفكار والمشاريع، الذي من شأنه خدمة المصالح الأولى لكرة السلة، وهذا ليس غريبا عن المتدخلين في اللعبة، لاسيما وأن هذه الرغبة توحد الألسنة المتصارعة، وتكشف من خلال التصريحات، التي تروم جميعها نحو خدمة مصالح كرة السلة الوطنية والارتقاء بها.