يوسف خليل السباعي
قالت
قالت: لم عدت
عدت لأنني نسيت سفري
بين محطتي نهديك
ولبعد المسافة وتأملي
لم أصل
لم أصل
لم أصل
من يتكلم هنا في هذه القصيدة؟
هل هو الشاعر… أم اللغة… ام الأسلوب؟…
القصيدة حوارية، لكنها لاتمنح لنا نفسها بسهولة لاكتشاف بياضها، قصيدة تعددية الأصوات، ولكنها تركز على إغواء ما تدلل عليه جسدانية المرأة ب ” نهديك”، ونحن ندرك أن هذا الموضع من الجسد هو موضع الخصوبة واللذة، والسفر، وهو يحيل هنا على شخصية الشاعر حسن البوقديري.
يقول الشاعر جوابا عن سؤال يأتي من غور الذات: ” عدت لأنني نسيت سفري” ، والسفر هنا تغيير واكتشاف وحلم، انتقال في المكان، وفي الذات، الذات المسافرة في ثباتها مستحضرة مخيالاما. استيهاما ما.
إنه شاعر بمعنى الكلمة.
مثقف.
لايحب أن تسلط عليه الأضواء، ولكنه بحكم الصداقة التي بيننا استجاب في أن يكون شخصيتنا.
حسن البوقديري هو أحد رواد مقهى الزهراء.
له محطتين، أو امرأتين يعشقهما حد الفناء: أمستردام بهولاندا وتطوان بالمغرب.
شعره متفرد، دال، عميق.
شعره شذرات متوهجة، متلألئة، برق و وجع، حيث تتسع الرؤيا وتضيق العبارة،كما قال النفري: ” كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة”، التي يقدم بها لديوانه الشعري الأخير، الذي زينت غلافه لوحة للفنان التشكيلي محمد بوزباع، و الذي صدر له عن مطبعة الخليج العربي بتطوان سنة 2014. ، وسبق أن أصدر شاعرنا كتبا في الشعر والقصة القصيرة، وهي: ” فصل من التعب” 1993( شعر) ، و” أشياء باردة” 2004 (شعر) ، ومجموعة قصصية سنة 2005، تحمل عنوان” كيف نحلم بأمستردام”.