يوسف خليل السباعي
لا أعرف لأي سبب تجعلني الكلمة الطيبة سعيدا. لريما، لأنني لن أسمعها أو أقرأها في البداية على اعتبار أن النهاية ليست إلا بداية.
ماذا لو قرأت رواية من النهاية؟… هل سيتغير شيء في الرواية؟…
سأقلب، حتما، الصفحات بالعكس، وسأشرع في القراءة بلا انقطاع، لكنني سأكون أمام إيقاع جديد في قراءة الرواية، قراءة مختلفة كما لو أنني أبدأ من النهاية، ولكنني لن أصل إلى أي شيء.
وإذن، إنني عند القراءة، طبعا قراءة الرواية، لن أفهم شيئا، ولايمكن لأي قارئ للرواية، أي رواية، أن يفهم أو يصل إلى أي شيء. لأن كمال الرواية في بنائها، بمعنى أنه علي عند نهاية القراءة من الرواية أن أعيد هذا البناء بعد تدميره كليا، وأن أشرع بكتابة روايتي أنا، لاتلك الرواية.
إن المسألة مركبة جدا!… عندما أقرأ الرواية من النهاية إلى البداية أبني بدايتي أنا، لا بداية الرواية.
لأن بداية الرواية لن تكون إلا نهايتها، ومع كل نهاية بداية.