لا تَـقُـلْ لي..

مصطفى بودغية

في سَـماءِ الـحَزانى..لا تُـشْـرِقُ شَمْسُ الـعيــدِ ..
لا في سَماءِ اللاجِـئيــنَ المنفيين..
ولا في سَـماء الـعبيد..
لا يَـنام الفَرحُ في سَريرِ المذعورين..
ولا يَـطرُق أبوابَ دِيارٍ..
صُـبَّ عَلـيْـها حِـقْـدٌ مِـن نارٍ وَحَـديد..
لا تَـقُـلْ لي هُـوَ عيـدٌ سَـعيـد..
هو الفرَحُ الـحزينُ يَـسْـكنُنا مِن سِنين..
هيَ كَـآبَـةُ الجـسَـدِ المَـكْتوم الدفين..
الثاوي تَـحْـتَ الـثَّـوْبِ الـجَـديد..
كلُّ عيدٍ..يَـهْـجُـرُ الْــعيدُ العيد..
يَـغيبُ عنْ مَوائِـدِ المُـمْـلقين..
يَحْـزَنُ الفرحُ..وَيُـغادِرُ النَّـغَمُ روحَ الأَغاريدَ..
حينَ تَـهْرِبُ اللُّـقْـمَـةُ من أَفْـواهِ المُـعْـدَمين..
والبَـسْـمَـةُ مِن وجْـهِ الـشَّـريد..
العيدُ أُنْـشودةُ حُريةِ الأسْـرى الصّامِـديـن..
طَـريقُ عَـوْدةِ اللَّاجِـئيـن..
العيــدُ وَرْدَةٌ على قَـبْـرِ الـشَّـهيـد…
عَـلى قَـبْـرِ هَـؤلاءِ الأَحْياءِ النَّائِـمين..
ينبتً الأملُ رَيْـحاناً وَياسَـميـن..
تَـنْـمو تَـباشيرُ عالمٍ جَـديد..
تَـرْنيمـةُ الـحُـرٍّيَّـةِ في ثَـنايا النَّـشيـد..
هوَ ذا..يا رفيقي..العيد !
عالمٌ مأوى الحَـيارى الهائِـميـن..
مَـثْـوى كُـلِّ تائِـهٍ..
مَـسْـكَنُ كلِّ طَـريدِ..

Loading...