مصطفى بودغية
الطريق يساراً.. والنهر يميناً.. الطريق ثقافة.. الطريق يشير ويدل ويومئ..الطريق لغة ربط لا تنضب بين بدايات ونهايات لا حد لها.. قد يكون الطريق رمز الوصل بين الرغبة والهدف.. قد يكون رمز استكشاف أو هروب أو تيه.. تشكل الطرق المتشابكة جسد المتاهة ومعناها.. وقد يكون الطريق مسارا رابطا بين الشك واليقين.. بين الجهل والمعرفة.. الطريق أثر السائرين راحلين أو عائدين..
النهر طبيعة..منبع ومصب.. النهر ينساب ويتلوى صانعا مجراه بحركته الهادئة أو بسيله المندفع العنيف.. النهر يتوسع أو ينكمش..يغذي ويجود على الأحياء..النهر حركة الطين المطعم للسهول.. والنهر ماء..الماء عصب الحياة.. لا حياة دون ماء محروس بسماء معطاء..تسكب دمع فرحها أو حزنها مدراراً..ينتشي النهر وترتوي الأرض وتتطهر الطريق بدموع السماء..
النهر طبيعة والطريق ثقافة.. في حركة الموازاة أو الجدلية.. ينسابان معاً نحو عمق الصورة.. هناك حيث الجسر.. جسر العبورالذي يحتضنه النهر بحنو سخي..الجسر عبورٌ نحو المدنية في العمق الأقصى من الصورة.. المدينة عمران مضاء بنور ساطع وكاشف..تحيا المدينة بسخاء النهر الجاري..وبإمدادات الطريق الممتد منها نحو طرق أخرى لا تنتهي..نحو أمكنة لا تحصى …..
ــ الصورة من إبداع الفنان الصديق مرزوق بنعلي.. Marzouk Benali