أمير العمري
من فضلكم ابذلوا بعض الجهد لفرز الغث من السمين، وابحثوا عمن يمكنهم الحديث بجدية عن قضايا السينما من زاوية الثقافة وليس الهيافة وترويج الاشاعات، واعلموا أن ليس كل من اشتغل أو يشتغل في مهرجان من مهرجانات السينما، قد أصبح خبيرا في ثقافة السينما، أو مؤهلا للحديث في قضاياها. ويجب أن تعلموا أن التليفزيون يمكنه أن يلعب دورا في تأصيل ثقافة السينما، كما يمكنه أن يقوم بدور هائل في ضرب وتشويه وتمييع هذه الثقافة وهو ما يحدث بانتظام نتيجة التسرع والاستعجال والرغبة في حشو البرامج بأي تفاهات وهراءات ودعوة كل من هب ودب كيفما اتفق، للحديث فيما لا يفهم. واعلموا أن السينما ليست فساتين مثيرة وفرقعات وسهرات وافتتاح وختام ومفارقات طرائف، بل قضايا ومواضيع معاصرة ترتبط بحياتنا تناقشها الأفلام من خلال مدارس وأساليب ومذاهب فنية، وليس كل فيلم (محلي) صنع في بلدكم يستحق التهليل والاحتفال والتطبيل فالبرنامج التليفزيوني ليس مساحة دعائية لفيلم من بلدك، والمذيعة يجب أن لا يكون لها رأي تطبيلي، وأيانا نشعر بأنها على وشك أن تتحزم وترقص في زفة الفيلم الجديد، أي فيلم… بل يجب أن تبقى على الحياد وأن تأتي أيضا بناقد (محترم) يناقش صناع الفيلم لا يطبل لهم ولا يشارك في “ليلة الزفة” كما يحدث بل أصبح هناك من أدمنوا الظهور والتطبيل على شاشات الفضائيات، بدعوى النقد الفني. أعرف أن هذا صعب. لذلك أقاطع شخصيا جميع قنوات التليفزيون العربية دون استئناء بعد أن سادت الاحتفالية الفارغة وغلبت الضحالة والاستعجال والهرولة والتطبيل.