يوسف خليل السباعي
في بعض اللوحات الفنية القديمة كان الرسام يظهر نفسه في اللوحة وهو يرسم، لا أتحدث عن كل الرسامين، فالرسام قد يظهر أولا يظهر، ولكننا نرى وجهه، أو أنه يشتغل، يرسم، إنه يحاول أن يضع بصمته عبر الوجه، وكثيرا ما نرى رسامين أو فنانين في ورشاتهم أو مراسمهم يشتغلون و يظهرون وجوههم بطلاقة. إنهم يروجون لمنتوجاتهم الفنية.
وبالطبع، فإن الرسام أو الفنان التشكيلي لا يرسم من أجل أن يتفرج على لوحاته، إنه يريد بيعها، والأثمان تختلف، لكنه لا يبيع البطاطس، وإنما يبيع لوحة فنية تشكيلية وضع فيها كل أحاسيسه وأفكاره وتخيلاته وشغفه، إنه يبيع ليعيش، وهذا من حقه، ولكن، كيف سيروج لذلك. إما إعلاميا، أو عبر الفيس بوك، أو من خلال إظهار وجهه ليعرفه الناس، ويعرفون أين يوجد مرسمه، وهناك فنانين يمتلكون مراسم، وآخرون يشتغلون في منازلهم. أعرف البعض منهم.
وعندما تسأل فنانا تشكيليا: هل يبيع لوحاته؟… لا يقول لك الحقيقة، ولكن هناك من يبيع، وفي المعارض تكون الفرصة ليبيع أو لا يبيع. ومع كل هذا: لا نعرف حقيقة هل هناك أزمة في البيع أم لا؟!… الجواب عند الفنانين التشكيليين في تطوان أو غيرها من المدن الأخرى.
في هذه الصورة، يعطينا الفنان التشكيلي يوسف الحداد ظهره، إنه منشغل مع لوحته الفنية التشكيلية.كما أنه يشيح عنا بوجهه، كأنه الغائب الحاضر. غائب بوجهه، وحاضر بظهره.
وإذا كان الوجه مرآة الروح، فالظهر جدارها، شيء ملتبس، يطرح أكثر من علامات استفهام وكأنه يقول لنا: ” أنا معي، معكم، لكنني غائب عنكم”.