ثريا جبران.. بطلة من زماننا!

لم يعد بوسعِ القلبِ أن يسقط أكثرْ

عبد الرحيم التوراني

انطفأت الثريا!
فجأة رحلت سيدة المسرح المغربي والعربي…
نعم فوجئت عندما وصلني نعيها. غمرني حزن عميق وإحساس جارف بالخسارة وبالفقدان.
انتابني رعب الموت حين يموت القريب والعزيز.
ولم أرد أن أصدق.
كأني أنكر أن يموت من مثلها هكذا فجأة. ناسيا أن الفجأة سليلة الموت وصداه الواسع في الوجوه وعلى الألسنة وفي القلوب…
وكنت أعلم من سنوات أنها مريضة، وأنها تخضع للعلاج المستمر. وقبل أيام رأيت صورتها وقد تم تثبيت أنبوب لدعم التنفس على وجهها. في عملية “مدعمة للحياة”، كما يصفها أهل الطب.

لم أكن أظن أن الموت سيهزمها هذه المرة، والموت يحدث في العمر مرة. وكل نفس ذائقة الموت.. لكن كم من نبضة حلم تتوقف وتموت في القلوب في اليوم ألف مرة.

من تواصلوا معها، وهي على سريرها الأخير من أجل الاطمئنان عليها، أكدوا أنها كانت هي من تسارع إلى طمأنتهم على نفسها، وتخبرهم أنها تقاوم الداء بصبر، وستهزمه بعزيمة الصبر لتواصل المقاومة والحياة..
وربما كان خوفها على الآخرين أكبر من تخوفهم على صحتها وحياتها.

منعتني المسافات والبعد.. فلم ألتق بثريا مريضة ولم أحضر تشييعها متوفاة، وقد اتصل بي الأصدقاء وحكوا لي عن مراسم جنازتها بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء، وتحدي المشيعين لجائحة كورونا التي أودت بحياة فنانتهم الشعبية المحبوبة.
وجاء كل الوفاء وكان حاضرا في جنازتها المهيبة.

كنت أود لو تمكنت من زيارتها، للسلام عليها فقط، لأحييها بإشارة ولو من خلف زجاج.. وليس من أجل تخزين نظرة وداع، فلم يمر ببالي أن ثريا ستنطفئ وتغادر هذه الدنيا سريعا، لأنها كانت معنى للحياة الضاجة بالأمل وبالحضور. “كانت الناطق الرسمي باسم الحياة وباسم الجمال وباسم الفرح وباسم القيم الجميلة والنبيلة”، كما قال عنها صديقنا المبدع الفذ عبد الكريم برشيد، وهو ينعيها للناس ولأهل المسرح والإبداع.

عادت بي الذاكرة إلى الزمن الهارب، زمن الأحلام الكبيرة، زمن المسرح والإبداع المؤسس في مغرب السبعينيات وما تلاها. ولقاءاتي الأولى مع ثريا جبران في محيط المسرح البلدي، في مقهى “لاكوميدي”، وما جاورها من فضاءات شاهدة، كان يلجأ إليها الحالمون بالغد الأجمل، من مسرحيين وموسيقيين وكتاب وصحفيين.

استحضرت اللقاءات الحميمية مع الأصدقاء في شقتها الصغيرة، خلف القنصلية الفرنسية بالدار البيضاء، في الطابق الرابع من عمارة بلا مصعد، حيث حولت ثريا شقتها إلى ما يشبه ناديا أدبيا وفنيا وصومعة وزاوية يلجأ إليها رعاة العزلة والأحلام والأمل.

في بيتها تعرفت على العديد من الأسماء الفنية في المسرح والتشكيل والأدب والفنون.
كانت ثريا أكثر من أخت للجميع، تفيض بالمحبة وبالنبل وبالحنان، دائما على أهبة الدعم والمساعدة لمن يحتاج ويستحق، حتى أنها لم تقدر في سنوات الجمر والرصاص، خطورة مساعدتها لمناضلين من حركة اليسار الجديد وهم تحت حراب القمع، عندما ساعدتهم في إيجاد ملجأ لهم لإخفائهم عن أعين البوليس ومطارداته.
أياديها البيضاء كثيرة، استفاد منها العديد من الممثلين والممثلات الشباب وهم في خطواتهم الأولى، أو ما قبل الخطوة الأولى.

مرافقتها لوالدتها العاملة بالميتم البلدي في عين الشق، ومعايشتها لأطفال الخيرية، تركت وشما في ذاكرتها السرية وفي قلبها حتى الرمق الأخير.
ومن لقب زوج أختها المسؤول بالميتم، استعارت لقبها (جبران)، ورفعها الفنان عبد العظيم الشناوي إلى مرتبة “الثريا”، وكان اسما ذائعا سمت به العائلات المغربية بناتها تيمنا بأول امرأة ساقت طائرة في المغرب والعالم العربي (ثريا الشاوي)، وكان ميلاد جديد لها باسم الفنانة ثريا جبران، ونسي الناس اسمها الأول. (السعدية قريطيف).

وقفت على المسرح أول مرة كممثلة ساخرة، تسعى لانتزاع الضحكة من أفواه الناس لإسعادهم، قبل أن تبدع في أدوار درامية في مسرح الطيب الصديقي، مُختبِر المعادن الفنية النفيسة. وشاركت في أفلام مغربية وعربية، منها فيلم “عرس الدم” لسهيل بن بركة عن مسرحية فيديريكو غارسيا لوركا، وفيلم “أسد الصحراء” عن جهاد البطل الليبي عمر المختار. وأدت مشاهد ظلت خالدة، إلى جانب الأسطورة اليونانية الممثلة إيرين باباس، لما أدت بنجاح دور المرأة الليبية التي نكل الاستعمار الايطالي بزوجها وقتله، وظلت هي تساعد المجاهدين. إن مشهد العسكر وهم يجرجرون الممثلة ثريا جبران على التراب من بين أنجح المشاهد السينمائية في فيلم المخرج مصطفى العقاد.

وسرعان ما ترسخ اسم ثريا جبران لدى الجمهور المغربي. وسطرت موهبتها الفنية وحضورها المتميز في المسرح والسينما والتلفزيون.

كان لارتباطها بالمخرج عبد الواحد عوزري دورا واضحا ونقلة نوعية في مسيرتها الفنية، هي التي قامت ذات ظهيرة بزيارة دعم وتقدير ومجاملة إلى المركب الثقافي للمعاريف، حيث كان المخرج الشاب العائد للتو من فرنسا، يعيد التمارين المسرحية على عمل، هو في الأصل نصوص ساخرة تمت مسرحتها بتركيبها من عمود صحفي، للكاتب والشاعر العربي السوري الكبير محمد الماغوط. وصلت ثريا لتدعم الفرقة الوليدة وتهنئ مخرجها الشاب، كما دأبت دائما أن تفعل مع كثيرين غيره من الفنانين. عانقت الممثلات والممثلين وقالت لهم: “برافو.. أحسنتم يا شباب”، فإذا بعوزري ينتهز الفرصة ويطلب منها أداء بطولة “حكايات بلا حدود” في العرض الذي تعتزم فرقة “مسرح اليوم” تقديمه في دمشق أمام صاحب “الفرح ليس مهنتي”، لكن محمد الماغوط بعد مشاهدة العرض استعاد فرحته وعبر عن سعادته في تحويل مقالات أسبوعية كان ينشرها تحت عنوان انتقاه من أدب الأطفال: “أليس في بلاد العجائب” على صفحات مجلة “المستقبل” الباريسية لصاحبها الكاتب الفلسطيني نبيل خوري. وكان لقاء ثريا بالماغوط قمة فنية عربية تاريخية. سبقتها قمة هرمية أخرى في الشرق العربي، بلقاء ثريا جبران بالممثلة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر في مسرحية “ألف حكاية وحكاية من سوق عكاظ” إخراج الطيب الصديقي (1985).

لم تتوقف ثريا عند أداء بطولة “حكايات بلا حدود”، بل كان الدور بداية لحكايات أجمل، ولدور آخر لها في الحياة، عندما ارتبطت بالزواج من عبد الواحد عوزري، وتناسلت حبال النميمة: (إنه أصغر منها سنا، “نظرة ذكورية خامدة في الرجعية”، وإنه يستغل حضورها وشهرتها فقط).

ولأن ثريا لا ترتاح إلا في سماء الفن والإبداع، فإنها لم تعر اهتماما للنميمة ولمحاولات الإحباط. وتسلطنت في جميع الأدوار التي أدتها في أعمال الفرقة، من مسرحية “بوغابة” (عن بروتولد بريخت)، وأدت فيها دور رجل، إلى “العيطة عليك” لمحمد بهجاجي، و”غير أنا”، و”النمرود في هوليود” لعبد الكريم برشيد، و”أيام العز” ليوسف فاضل، و”الشمس تحتضر”، عن نص للشاعر عبد اللطيف اللعبي، و”أربع ساعات في شاتيلا” للفرنسي جان جونيه… وغيرها من الأعمال الخالدة.

أصبحت شهرة فنانة شعبية مثل ثريا جبران هدفا عاريا لأطماع أكثر من جهة حزبية ورسمية، دون الحديث عن توظيفها في الإعلانات الإشهارية التلفزية.
ثم جاءت عملية اختطافها وتعذيبها وحلق شعر رأسها عندما كانت تتأهب لأخذ تاكسي من شارع ابراهيم الروداني في المعاريف، حيث شقتها الجديدة، إلى حي عين السبع، مقر استوديوهات القناة الثانية “دوزيم”. ولحد اليوم طوي الملف سريعا، دون أن يعرف الجمهور والمتتبعون حقيقة ما جرى ذلك اليوم المشؤوم في حياة ممثلة مغربية مشهورة. وكل ما نشر حوله مجانب للصواب وللحقيقة ومشحون بالمبالغات الزائفة وبالتضليل.

وفي الحملة الانتخابية لبرلمان 2007، تم توظيف ثريا جبران في الدعاية الانتخابية للتنافس على مقاعد البرلمان، لكنها خدمت أكثر من جهة متناقضة في نفس الآن. من المرشح المستقل في دائرة بنجرير، ولم يكن غير صديق الملك وكاتب الدولة في الداخلية، من سيؤسس لاحقا حزب “البام”، قبل أن يعود إلى القصر الملكي مستشارا. ظهرت ثريا تصدح بصوتها المتميز في مهرجانات فؤاد علي الهمة، تدعو الناخبين للتصويت على ورقة التراكتور “الجرار”، وطلبت من الجمهور إعادة شعار: “ما اعطانا ما اعطيناه.. غير احنا اللي بغيناه”.
حتى الآن.. لا شيء هنا غير عادٍ.
لكن الغريب وغير العادي هو أن تنتقل ثريا في اليوم التالي إلى دوائر العاصمة، لتنضم إلى حملة نبيل بنعبد الله، داعية الناخبين إلى التصويت على رمز “الكتاب” وشعار “المعقول” العائد لحزب التقدم والاشتراكية.
ثم تشد الرحال لدوائر أخرى لدعم مرشحين من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منهم محمد الأشعري، ولا أعرف من أيضا.

لقد تم استغلال طيبوبتها ومحبتها للجميع، وتحولت من دون أن تدري إلى ما يشبه ماكينة للدعاية الانتخابية السائبة.

أغضب مثل هذا السلوك أصدقاءها ومحبيها. وكنت واحدا من بين هؤلاء.

لما انتهت الانتخابات، وجاء وقت تشكيل الحكومة، ثم تأخر الإعلان عنها بسبب التفاوض على الأسماء والحقائب. استدعيت ثريا جبران، من حيث كانت لا تحتسب، بصفتها الذاتية غير المتحزبة، لتمنح حقيبة وزارة الشؤون الثقافية. كان هذا هو الخبر المثير في تشكيلة حكومة الاستقلالي عباس الفاسي. وهناك روايات لملابسات هذا التعيين، لا داعي لسردها هنا.

لم أتردد في مهاجمة صديقتي الممثلة، ووصفتها ب”دمية المخزن”. وخصصت ملفا في الأسبوعية الساخرة “الانتهازي” حول الوزيرة الجديدة، اشتمل على رسوم كاريكاتورية.
وطبعا، حصلت القطيعة. ونحن ننتسب لثقافة الشرق وخصوماته أكثر، لا لرحابة النقد والانتقاد والرأي المختلف.

لم تستمر الوزيرة الفنانة طويلا في منصبها الحكومي لأسباب، منها الصحية، وقيل منها تحكم وتدخل زوجها عوزري وإهاناته المتكررة لها أمام مساعديها في الوزارة. ليتم تعويضها بأستاذ الفلسفة الاشتراكي بنسالم حميش، واستطاع هذا الأخير أن ينجح في أن يصبح واحدا من أسوء الوزراء الذين مروا بوزارة الثقافة. في عهده تظاهر الفنانون أمام مكاتب وزارته في شارع غاندي بالعاصمة، ووصفوه في لافتاتهم ب”مجنون الحكم”، (عنوان إحدى رواياته). وعندما حان وقت رحيله تسربت رسالة الفيلسوف حميش، واكتشف أنها تنزف بمداد الانتهازية والتزلف للمخزن. وندم الناس على الوزيرة الزاهدة والبسيطة.

ولم ألتق بثريا إلا يوم عشاء مأتم الفنان الطيب الصديقي (2016)، كانت هي من كلفت من قبل الديوان الملكي برعاية الحفل التأبيني، تبادلت معها العزاء وتعانقنا في صمت.

والتقيت بها ثانية في شارع عبد المومن، عندما كانت تهم بمغادرة مكاتب شركة “وفا أصورانص”، كانت تمشي ورأسها محني على أوراق بيدها، أسرعت أمامها متلافيا الحديث إليها.

لكننا سنلتقي في مناسبة اجتماعية أخرى. عانقتني بحرارة ومحبة، لم تحدثني أبدا عن هجومي عليها لما استوزرت، بل اهتمت بالسؤال عن أحوالي وأموري. وحدثتني عن معاناتها مع المرض اللعين.

تواعدنا على اللقاء. الذي لم يحدث إلا بعد تفاقم مرض صديقنا الكاتب والسيناريست محمد جبران (2019). اتصلتْ بي ثريا في الهاتف، وسعت ليتمكن جبران من الاستشفاء في مستشفى 20 غشت، حيث أخبرتني أنها تكلمت مع مديرة المستشفى، وأنه علينا أخذه في اليوم الموالي. لكن الشاعر الصديق صلاح بوسريف نجح في إقناع وزير الثقافة الأعرج بالتدخل لدى وزير الصحة آنذاك أنس الدكالي، وتمكننا من الحصول على سرير لمحمد جبران في جناح أمراض الدماغ بمستشفى “موريزكو”.

وبقيت ثريا جبران معي في اتصال يومي تقريبا، رغم مرضها، تسألني عن تطور الحالة الصحة لصديقنا محمد جبران. وعندما أقدمت إدارة المستشفى على محاولة طرد جبران من سريره، أدليت بتصريح للصحفي عزيز المجدوب نشر في يومية “الصباح”، فاتصلت بي ثريا من جديد، ترغب في تخفيف القصف وفي الهدنة. قالت لي: “أرجوك خويا عبد الرحيم وبحكم الصداقة والمحبة التي جمعتنا، إذا كان ممكنا لك التصحيح والإدلاء بتصريح جديد ينصف بعض الشيء إدارة المستشفى”. ثم أضافت: “هؤلاء الناس نحتاجهم باستمرار، (تقصد إدارة المستشفى)، دائما يلبون تدخلاتنا ومساعينا لصالح المرضى المحتاجين، من أتدخل لفائدتهم”. وكانت ثريا بالفعل مؤسسة اجتماعية إحسانية كبيرة، يتوجه إليها كل صاحب حاجة.
وكانت هذه هي آخر مكالمة واتصال بيننا.

ثريا كانت تحب الضحك، كم ضحكنا كثيرا معها في لقاءاتنا الخاصة، التي زادت لما تزوجت بصديقي الفنان التشكيلي عبد الله الحريري (قبل زواجها وطلاقها من عوزري).

كانت صاحبة نكتة ومبدعة في ارتجال القفشات، ومنها تعبير “وتَّا سييير”، الذي ينسب لبادريس، بينما هو أخذه عنها، وكان إدريس الخوري يحب الجلوس إليها والاستمتاع بنكتها ومحاكاتها لكلام “الطابية” وإتقانها للغة أهل المدن السفلى.

جميل هذا الاحتفاء بثريا اليوم وهي في مرقدها الأخير، وهو احتفاء غير غريب أو مستغرب، فقد لمسته وعاشته في حياتها بالطول والعرض، إذ عاشت مُحِبَّة ومحبوبة في الآن ذاته.

لكني أربأ هنا ببعض المزايدات التي انتشرت على صفحات الفيس بوك، وتعابير مثل “الأيقونة” الذي صار يقذف بشكل عشوائي، حتى من قبل من لا يفهمون معناه. كما أني أشهد أن وصف ثريا بأوصاف ليست لها ومنها، يدخل فقط في باب التهويل والمبالغة والإنشاء اللفظي السهل. أوصاف أفقدت معنى الكلمات، وشاغبت عبثا على قشعريرة الفقد والغياب.

وأحب أن أقول عنها بلا منمقات لفظية وبلا سابق تحضير:

ثريا جبران كانت امرأة عظيمة من زماننا ومن شعبنا الطيب، امرأة بارّة ومخلصة وأصيلة وبسيطة وتلقائية وحنونة وطيبة ووفية. ومن فرط حلمها رحلت ذات صباح.

هذا هو نعيي الأنسب لها، والذي يليق بأمثالها من المبدعين الكبار.

ثريا جبران “ممثلة الشعب” لقبها الأول قبل التوزير، أصبحت أسطورة.. والأسطورة لا تموت.

سأحافظ على رقم هاتفها الخاص على أجندة هاتفي، وقد زاد بها عدد أرقام أصدقائي من المتوفين، كما هو الأمر في قائمة أصدقائي على الفيس بوك. لا أمحو أرقام هواتف من غادرونا، لا أمسحها ولا أحذفها.. كأني أنتظر أن يرّن يوما أحد تلك الأرقام، لأفتح العلبة الصوتية ويأتيني صوت أعرفه، يناديني أن ألتحق بهم. “تعال.. إنا بانتظارك”.

إلى اللقاء ثريا جبران.

إني أحدق اليوم بعينيك الغائرتين في مشهد الخسارة.. لا أرى إلا أفق الضياع والنهايات والانكسارات.

لم يعد “بوسعِ القلبِ أن يسقط أكثرْ…”.

بيروت، 26/8/2020

Loading...