ما وقع في احتفالات “عاشوراء” يفوق مجرد الاحتياط الأمني

صدى تطوان- ربيع الرايس

 بكل تأكيد ما وقع ليلة أمس الأحد 29 غشت الجاري ب”احتفالات عاشوراء” ببعض المدن ونجن في عز أزمة جائحة فيروس “كورونا” يتجاوز طاقة كل حل أمني لوحده، فالوضع يتطلب إرساء آليات لدراسة التطورات الاقتصادية والاجتماعية بل حتى النفسية للمجتمع  من أجل فهم ما يعتمل داخلها من عنف معبر عنه (بمختلف الأشكال، بما فيها الإجرام) أو كامن ، وإلا فسيستفيق الجميع على وضع لا يمكن السيطرة عليه مستقبلا…

سيكون من السهل وضع هذا الحدث على حساب احتفالات “عاشوراء” لدى البعض وهم أسرى لأعصابهم ولما يتناولونه من مخدرات ومنشطات .لكننا أمام ظاهرة أعظم وأجل، ألا وهي ظاهرة انهيار كل أنواع السلط والرقابة. فالعائلة لم تعد تتحكم في شيء إن لم تشجع التهور و”القفيز”… أما الأحزاب والجمعيات فلم قد تقلص حجم تأطيرها إلى القليل المفيد.. في حين غاب دور المدرسة التأطيري… لتبقى فئات واسعة من الشباب والمراهقين الصغار عرضة لكل أنواع الضياع والعنف، تجتمع حول “عصبية” رياضية أو “دربية” أو احتفالات “عاشورائية” من منطلق قيم لا تؤمن سوى بالقوة كطريقة لإثبات الذات.

بطبيعة الحال، فالتواجد المكثف لرجال الأمن ، حيث تتمركز التجارة وكثافة وجود الساكنة أمر ضروري، لكن مغزى ما وقع يفوق مجرد الاحتياط الأمني… فنحن أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة قد تأتي على الأخضر واليابس… ألا وهي انفلات فئات واسعة من الشباب من كل مؤطرات الوجود المجتمعي المشترك!

Loading...