مصطفى العباسي
خلال تكوين بالولايات المتحدة الامريكية، رفقة زملاء من دول عربية أخرى، كان من بين اول ما نصحتنا به المترجمة المكلفة بالوفد، هي عدم لمس شعر اي طفل قاصر، وعدم مداعبة الطفل باي شكل من الأشكال.. كانت الوصية غريبة وغير مفهومة.. ونحن قوم جئنا من بلدان عربية، لقمة الحضارة معتقدين ان “الدنيا سايبة”.
بعد ذلك علمنا ان القانون الأمريكي يدخل تلك “الحنية” ضمن جريمة التحرش بالأطفال، ودونما حاجة لشكاية رسمية، يمكن اعتقالك في الحال، واحالتك على المحكمة، لمجرد لمس شعر طفل او مداعبته ولو دون أي قصد جنسي.
ارتفاع نسب الاعتداءات الجنسية في فترة ما بأمريكا، دفعت لسن هذا القانون القاسي، ولكن كان لابد منه، لوضع حد للمتحرشين والمعتدين جنسيا على الأطفال..
لكن فبلادنا شاب فوق 20 مع طفل قاصر لا علاقة اسرية بينهما يتجولان في حي دون إثارة الانتباه، أو في صالة العاب او قاعة البلايستيشن.. وقس على ذلك، عشرات المشاهد عن علاقات تبدو غير منطقية وغير متوازنة بين شباب واطفال، ولا من يعير اهتماما.. بما فيهم الآباء احيانا.