عائشة بلحاج
عندما أقرأ أسئلة بعض الحوارات الشعرية، أوشك أن أقع على ظهري مثل شخصية كرتونية، من شدة الضحك.
الحوار مع شاعر أو كاتب، لا يخرج عن أبجديات الحوارات، وبنيتها المعروفة؛ لا فذلكة، ولا جملة مركبة، مما اتفق من الكلمات غير ذات معنى، و لا جملة عادية تختمها بعلامة استفهام على أساس أنها سؤال، مثل: كنه الشعر كبوتقة وجودية تتعالى على المعنى الكامن في اللامعنى!
هذا وهناك فئة الأسئلة “الستاندار”، لكل مجال وزمان ومكان. مرة بعث لي صحفي ينشر حوارات كثيرة قرابة ثلاثين سؤال من نوعية: متى بدأت الكتابة؟ من أثر بك من الشعراء؟ كيف ترى المشهد الشعري؟ ما طقوس الكتابة… وغيرها، ثم قال: اختاري ما شئت من هذه الأسئلة، وأضيفي ما شئت من أخرى لديك، يعني حرفيا، يطلب أن أكون السائلة والمجيبة، وأجيب على هذه الأسئلة المدرسية.
حدث هذا منذ سنوات، ولم أعلق على هذه الكارثة إلى الآن، رغم أنه أصر عدة مرات على “محاورتي”، وتذكيري بالحوار الضائع، وخلال هذه المدة، نشر حوارات مع كتاب معروفين، لا أعرف كيف قبلوا، لكن يمكنني تصورهم وهم يكتبون الأسئلة التي يجيبون عنها.
اللوحة للفنان التشكيلي يوسف الحداد