دائرة خطابية مقبولة ومقترحات في ندوة” استعادة الأدوار الثقافية لمدينة تطوان” في قلب قاعة محمد أزطوط بجماعة تطوان.
يوسف خليل السباعي
رجت مقترحات مخلص الصغير قاعة محمد أزطوط اليوم السبت 6 نوفمبر الجاري، وبمناسبة الذكرى46 للمسيرة الخضراء المظفرة، وتابعها بانتباه كافة الحاضرين دون تحديد الأسماء. مقترحات تساعد على أن تقوم جماعة تطوان برد الاعتبار للثقافة وللإبداع وللفن وللخيال بتطوان، وعدم جعلها شيئا مهمشا كما كان في مجلس الجماعة السابق، حتى يصبح للمدينة قيمتها ووجودها وإشعاعها، لأن تطوان كانت ذات وزن ثقافي في الماضي؛ ولعل استحضار تاريخها اليوم ليس من قبيل البكاء على الماضي الذي اندثر، وبقي بعضه في الأرشيف أو في الذاكرة أو في سجلات التاريخ، أو في الخزانة الداودية، وإنما أن تصبح الثقافة سيرورة وصيرورة، عمل، وتخلق وتجدد، ونفخ الروح الثقافية في جسد مدينة أرادوا لها الخمول والكسل والرمي بها في شدق الذئب.
وبشخصيتها المثقفية، وحضورها اللافت، بنت حسناء داود مداخلتها على دائرة خطابية استرجاعية ومقبولة أعادتنا إلى جزء مضيء من تاريخ تطوان الثقافي بما زخر به من أسماء ومعالم وحقول ثقافية وإبداعية وتعليمية وصحفية كان لها وزنها، بشهادة على تاريخ تطوان، فيما رسم المهدي الزواق خريطة لمشاريع ثقافية وفنية مستقبلية لتطوان، وهو أمر يجب التعرف عليها أكثر ومعرفة حقيقتها، وإمكانياتها. أما أحمد حسني فقد ذكرنا بتاريخ مهرجان تطوان السينمائي لبلدان البحر الأبيض المتوسط الذي كان في بداياته ملتقى، ومأساة الدعم، حيث أقفل مجلس الجماعة السابق باب الدعم في وجه جمعية أصدقاء السينما، وعانى المهرجان الشيء الكثير، كما تعاني تطوان.
وكان عادل الدكداكي قد قام بعرض تطرق فيه للمسيرة الخضراء وماعرفته من تضحيات جسيمة من أجل قضية الصحراء المغربية.
هذه الندوة كانت من تسيير عبد المالك الحطري حضر فيها أنس اليملاحي نيابة عن رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، حيث تطرق في كلمته إلى تاريخ تطوان الثقافي مؤكدا على أن جماعة تطوان ستنفتح على مثقفي وفناني ومبدعي المدينة، مقدما إشارات لعمل الجماعة الثقافي، وذلك بإعادة المكانة الثقافية للمدينة.
يلاحظ على أن هذه الندوة هي بداية طريق لجعل العمل الثقافي بالمدينة في صلب اهتمامات الجماعة، إلا أنه غلبت عليه ” دائرة خطابية” استرجاعية، لكنها مقبولة.
إن الثقافة ليس مسألة محصورة، ومحدودة، ينبغي النظر إليها أنها المنتهى، وشيء له علاقة بالتاريخ فقط، الذي لديه مؤرخوه، وإنما ينبغي النظر إلى الثقافة كقطيعة، ورؤية للمستقبل: بنية وتنمية وبناء وخيال وأفق.