اللنجري نائب رئيس جماعة تطوان يشيد بأهمية تكوين المنتخبين والموظفين
الدامون نائب رئيس جماعة تطوان يقول إن المرصد الجهوي للحكامة الترابية يؤمن بدور التكوين في تنمية القدرات التدبيرية للمنتخب
صدى تطوان: يوسف خليل السباعي
إذا كانت المرحلة الجماعاتية السابقة في تطوان عرفت قصورا في مجال تكوين المنتخبين والموظفين، وهذا أمر لايمكن أن يمر بسهولة دون الانتباه إليه واستحضاره، فإن جماعة تطوان برئاسة مصطفى البكوري تمكنت من إدراك الأبعاد والأهداف الحقيقية للتكوين، وليس التكوين فحسب، بل إعادة التكوين، وهو ما ينبغي التفكير فيه من طرف مصطفى البكوري ونوابه، بل وإشراك المعارضة في هذا الأمر، فمجلس جماعة تطوان بكل أعضائه أغلبية ومعارضة في حاجة ماسة إلى التكوين الحقيقي الفعال، والذي قد يمكنهم من أداء رسالتهم الجماعية بكل وضوح وشفافية لصالح مدينة تطوان التي تعاني من مشكلات لاحصر لها.
لقد اعترف نائب رئيس جماعة تطوان ناصر الفقيه اللنجري المنتمي اليوم لحزب الاستقلال بأهمية وأهداف اللقاء التواصلي بين منتخبي و موظفي جماعة تطوان، الذي نظمه المرصد الجهوي للحكامة الترابية بشراكة مع جماعة تطوان و مؤسسة كونراد إديناور و مؤسسة المبادرات من أجل التنمية حيث قال في كلمته عقب افتتاح هذا اللقاء صباح يوم الجمعة 12 نوفمبر الجاري بملحقة تطوان لغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات أن الجماعة تضع ضمن أولوياتها مسألة التكوين للرفع من قدرات المنتخبين و موظفي الجماعة و الذي قد يساهم في النهوض بآليات العمل الجماعي والإداري. كما دعا إلى مواصلة هذا الشكل من هذه اللقاءات ضمانا لتكوين حقيقي وفعال لفائدة منتخبي وموظفي الجماعة، فيما تحدث ستيفن كروجر المقيم الدائم لمؤسسة ” كونراد إديناور ” الألمانية، خلال هذا اللقاء الصباحي الذي سيره مصطفى العباسي الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن دعم مؤسسته لأجل إدماج الأقاليم الجنوبية للمغرب في أنشطتها التكوينية المختلفة حول الحكامة و اللامركزية إيمانا منها بقيمة مشروع التنمية المغربية، قائلا: ” إن المؤسسة تستعد لتنفيذ أنشطتها في مدينتي الداخلة و العيون المغربيتين لإدماجهما في إطار استراتيجية دعم و مواكبة سياسة التنمية للمملكة المغربية”. أما المهدي الرايس رئيس المبادرات من أجل التنمية فقد اعتبر في كلمته أن مؤسسته تفتح، في نطاق ععقد شراكة مع المرصد الجهوي للحكامة الترابية طريق الحوار و التعاون مع منظمة كونراد أديناور الألمانية التي عبرت من خلال ممثلها بالمغرب استعدادها لتقوية التعاون و مساندتها للمغرب خصوصا في أقاليمه الجنوبية، وأضاف أن مؤسسة المبادارات من أجل التنمية على أتم الاستعداد لتعميق تعاونها مع جماعة تطوان وكافة المجالس الترابية لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
أما بخصوص كلمة عبد السلام الدامون نائب رئيس جماعة تطوان، فقد أكد على أن الحكامة الترابية أمست اليوم رافعة للتنمية المنصفة و المستدامة و ركيزة أساسية معتمدة في البرامج الحكومية لأهميتها البالغة في جعل الجماعات الترابية فاعلا أساسيا في التدبير الترابي قصد تصميم و تنفيذ مشاريع التنمية المحلية، قائلا إن المرصد الجهوي للحكامة الترابية يؤمن بدور التكوين في تنمية القدرات التدبيرية للمنتخب باعتبارها ضرورة آنية لضمان انخراطه السريع كقوة مؤثرة في حركية الإصلاحات و دينامية تحديث الإدارة، وكذلك مطلبا ملحا لكسب رهانات التنمية الإقتصادية و الإجتماعية. كما أشار عبد السلام الدامون إلى أن المرصد يسعى لتحقيق أهداف جوهرية، وفي مقدمتها العناية بالشباب من خلال المساهمة في تكوينهم وتقوية قدراتهم و جعلهم قادرين على المشاركة في إطار الديمقراطية التشاركية.
من جانب آخر، عرفت فعاليات اللقاء التواصلي بين منتخبي وموظفي جماعة تطوان في المساء بفندق La Paloma تنظيم ورشة تكوينة أطرها عبد اللطيف الشدادي في موضوع الحكامة الترابية الجيدة، ومحمد أوبيهي رئيس خلية تتبع مداخيل جماعة تطوان بعرض حول إعداد و تنفيذ الميزانية الجماعية، مبرزا، في هذا النسق، عددا من القوانين والمراسيم. وقد سيرت هذه الورشة رحيمو البقالي نائبة رئيس جماعة تطوان، والتي أكدت على أن الحكامة الجيدة تعد أهم المصطلحات التي تناولتها الأوساط الثقافية و الإدارية في حقل التنمية من بداية التسعينيات من القرن الماضي، وذلك باعتبارها خيارا واجب التنفيذ للرفع من الجودة و الإنتاجية والأداء العام قائلة إن المالية الجماعية تعتبر من بين أهم المجالات التي يتداول فيها مفهوم الحكامة الترابية بشكل واسع باعتبار أن العنصر المالي يحتل مكانة هامة في كل السياسات العمومية الترابية.
وقد عرفت هذه الورشة، التي امتدت لساعات طويلة، إلى حد الإرهاق، نقاشات جادة وهادفة تطرقت إلى مشكلات تتعلق بعلاقة المنتخب برجل السلطة، وقضية المشاريع الجماعية، ومستحقات المواطنين في حالة نزع الملكية، والمواطن الذي ينبغي أن يكون في صلب كل تنمية جماعية، مع التوقف عند ضرورة إشراك جميع المنتخبين والموظفين بالجماعة في هذا التكوين الذي ينبغي أن لا يذهب سدى.