العمراوي والأحمدي وأمامة في ضيافة دار الشعر بتطوان
الشعراء يواجهون الوباء في الحدائق ومسارح الهواء الطلق
أقامت دار الشعر، مؤخرا، تظاهرة شعرية جديدة تحت مسمى “مساء الشعر”، بفضاء المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس بتطوان. وعلى إيقاعات وصوت عازفة البيانو سهام المكاوي، أحيى الشاعر أحمد العمراوي والشاعر أحمو الحسن الأحمدي والشاعرة أمامة قزيز هذه الأمسية التي أقيمت في مسرح الهواء الطلق. بينما لا تزال دار الشعر في تطوان تحرص على اعتبار الإجراءات الاحترازية، وهي تقيم تظاهراتها في فضاءات مفتوحة، وفق التدابير المرعية لمواجهة الجائحة، عبر إقامة تظاهرات في الحدائق العمومية، ومسارح الهواء الطلق، والفضاءات الشاعرة والآسرة في مدينة تطوان المبدعة.
افتتح الشاعر أحمد العمراوي هذه الجلسة الشعرية، معتبرا أن سكان مدينة تطوان كلهم شعراء، حيث ينتمون إلى مدينة الحضارة، ومدينة الحدائق والفنون. يقرأ العمراوي: “تعالي يا نتاشا/ افتحي قلبي، كسري قطعة الثلج الراقدة فيه/ نظرتك الثاقبة/ نصف ابتسامة/ وبريق عينيك ولباسك الأبيض القصير، كل ذلك أفقدني عربيتي الفصيحة/ القصيدة أنت من غير طلليات… يا ناتاشا/ نحن لا نكتب إلا لتضييق المسافة/ بين الشدة النفسية وإرهاق الذاكرة/ نكتب للنسى ونتذكر لننسى”…
أما بالنسبة إلى الشاعر أحمو الحسن الأحمدي، فإن “كُلّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامْ…/ لَا تَخَافِي… لَقَدْ مَرَّ هَذَا الْخَريفُ وَئِيداً…/ وَقَدْ مَلَّ هَذَا الْغَرَامْ…/ كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامْ… شَاعِرٌ مُتْعَبٌ أَغْلَقَ الْبَابَ -لَيْلاً- عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَنَامْ…”. بينما قدم معارضة للقصائد الموسيقية التي عزفتها سهام المكاوي، وهو يردد: بِأَنَامِلٍ كَسْلَى نَعَسْنَ عَلَى الْبِيَانُو…/ أَيْقَظْتِ هَذَا الْكَوْنَ مَزْهُوّاً… فَصَلَّى السِّنْدِيَانُ”.
وعبر الشاعر الأحمدي عن احتياجاته الشعرية، وهو يهتف: “أحتاج أن أنساك حتى أَذْكُرَا/ وأَغِيبَ في عينيك حتى أَحْضُرَا…/ أنا موغل في الحب حتى احتلني/ لا حَلَّ إلا أن أحبكِ أكثرا/ رُدِّي علي فأنت أول نجمة/ مَرَّتْ على بال الوجودِ فَكَبَّرَا/ رُدِّي عَلَيَّ لأن صَوْتَكِ دافئٌ/ رُدِّي عَلَيَّ لِكَيْ أَذُوبَ وَأَسْكَرَا/ يا أولَ امرأة وآخر دمعةٍ/ ورفيقَ أغنيةٍ وشعراً أخضرا. أنا واقف بالبابِ/ لا أحلام لي/ لا أُفْقَ إلا أن أراكِ لِأَشْعُرَا”.
واختتمت الشاعرة أمامة قزيز بالحديث عنه، عنه الشاعر، والسارد، أيضا، و”هو يحكي، ويحكي/ ذكرني بمرايا النساء اليائسات، الخائفات من الخريف ولونه الأصفر/ حين أضاف إلى خلطته/ محسناتِ القول، والمظهرْ.”. كما ألقت الشاعرة قصائد شعرية بنفس سردي مشوق، مثلما هي صاحبة تجربة سردية بعمق شعري باذخ.
يذكر أن “مساء الشعر” تظاهرة شعرية جديدة ستنعقد بشكل دوري، إلى جانب لقاء “صباح الشعر”، وهو عبارة عن ورشة شعرية يحتضنها المركز السوسيو ثقافي بتطوان، بشراكة مع دار الشعر بتطوان، وبتأطير الشاعر حسن مرصو والشاعرة مريم كرودي، وبحضور شاعرات وشعراء سيحلون ضيوف شرف على هذه الورشة. بينما كان الشاعر أحمد العمراوي، الناقد والخبير في تأطير الورشات الشعرية للأطفال، ضيف الدورة الأولى من هذه التظاهرة.
أما لقاء “مساء الشعر” فيقام في مسرح الهواء الطلق بالمركز السوسيو ثقافي بتوان، وهو فضاء للعروض الثقافية والفنية، جرى تشييده على نموذج المسارح الرومانية والإغريقية، والتي نعثر على نظائر لها في موقع ليكسوس الأثري وموقع وليلي، وفي فضاءات مغربية تراثية أخرى… هكذا، يستلهم مسرح المركز السوسيو ثقافي هذه الخلفية الشعرية والمرجعية التاريخية والمسرحية، ليواصل تقديم عروض شعرية وفنية جديدة، حين يستضيف تظاهرة جديدة من تظاهرات وفعاليات دار الشعر بتطوان.