أقـامت جمعية “أمزيان”، زوال أمس السبت 23 أكتوبر الجاري، بقاعة المكتبة الوسائطية التابعة للمركب الثقافي بمدينة الناظور، حفل توقيع كتاب “المسرح ورشة مفتوحة” لمؤلفه الكاتب المسرحي المغربي المعروف بوسلهام الضعيف، وذلك بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة بالناظور.
وعـرف اللقاء حضورا وازنا للنخبة المُهتمة بـ”أبي الفنون”، منها أسماء مرموقة ووجوه بارزة في مجال الركح وميدان الفن السّابع بمنطقة الريف، إلى جانب باحثين وكتاب وأدباء محليين، فضلا عن حضور مستشارين جماعيين ببلدية الناظور، فيما سجل تخلف المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة “حفيظ البدري”، عن حضور الحفل الأدبـي.
وقـدم الناقد المسرحي والقاص جمال الدين الخضيري قراءته للكتاب المحتفى به، بحيث أسهب في تبيان ما تضمنه بين دفتيه من محاور، كاشفا أن المنجز الأدبي لصاحبه بوسلهام، يتعرض في الصميم إلى فضح مكونات العرض المسرحي في كل مراحلـه.
وأبـرز الخضيري، كيف لـ”المسرح ورشة مفتوحة” أن انتقل من كونه مؤلفـا يجلي الستار عن كواليس إنجاز العروض الركحية وكيفية تتميم تدريباتها ويسلط الضوء على كل ما يخص مخاضات هذه العملية، إلى كونه عملا أدبيا لـم يتورع عـن التنظير في المسـرح.
مـورداً أن الدكتور بوسلهام الضعيف لم يتوان في مؤلفه، في الدفاع عن ضرورة إقرار العامية المغربية “الدارجة”، لغة الأعمال المسرحية بالمغرب، باعتبارها اللغة الأنسب بحسب ما يراه هذا الأخير، على عكس نظيره المؤلف المسرحي عبد الكريم بالرشيد الذي يرى للغة العربية مكانتها في هذا المضمار.
وسجل الناقد الخضيري، في معرض مداخلته، أن كتاب “المسرح ورشة مفتوحة” ليس رصدا نقديا وحسب، بل هـو أقرب إلى مذكرات وسيرة ذاتية مرتبطة بعالم المسرح أبـاح بتفاصيلها الكاتب، منوها في الوقت نفسه بهذا العمل الأدبي المميز الذي يثري خزانة الكتب والمؤلفات المهجوسة بقضايا المسـرح.
من جانبه، بين الكاتب والمخرج بوسلهام الضعيف، الحاصل على الدكتوراه في المسرح، أن مشروعه الأدبي جاء ثمرة لعشقه أبي الفنون كما أنه “إصغاء داخلي عبر كتابات رافقت بتواز تجربته المسرحية، بل هـو مرايا أخرى للمسرح في شقه التطبيقي”.
وأوضح بوسلهام أن كتابه لا يحاول استعراض مفاهيم ونظريات الإخراج المسرحي، وإنما هو مساحة لفتح التجربة المسرحية وكشف بعض من حميميتها وجعلها مشتركة مع القارئ، كما أنه مساحة للتفكير في المسرح من منطلق التجربة الملموسة، مساحة لا تنطلق من الجاهز وإنما من اعتبار المسرح ورشة مفتوحة على الآخر وفي الزمن.
إلـى ذلك، تـم فسح المجال أمام الحاضرين للتفاعل والإدلاء بمداخلاتهم حول موضوع اللقاء الذي حرص منظموه على تطبيق قواعد التباعد بين المدعوين تبعا لما تفرضه التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء.