يوسف خليل السباعي
لنتفق، أولا أن ما ستقرؤونه هنا ليس امتداحا لأنس اليملاحي نائب رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، لأنني ببساطة لا أتقن أسلوب الامتداح؛ ثانيا، لأن أنس اليملاحي له تفويض من الرئيس في قطاع صعب، ومركب، هو القطاع الثقافي داخل مكتب مجلس جماعة تطوان.وإذن، هو مرصود لمهام الأخطار، حيث أن الثقافة ليست سهلة، سواء على مستوى التدبير أو العمل، فإذا كان الكلام عن الثقافة ميسر، فإنه صعب على مستوى العمل، أي على مستوى تنفيذ المشاريع الثقافية خصوصا إذا ربطنا الثقافة بالتنمية المحلية.
إن الأمر لاينحصر في إنشاء مجلس إقليمي للثقافة الذي تحدث عنه أنس اليملاحي في ندوة اليوم” دور الثقافة في التنمية المحلية” المنظمة من طرف الجماعة، حيث غلب على التدخلات طابع فردي، وعرض مستفيض لتجارب جمعوية، لاصلة لها بموضوع الندوة، وإنما بالتصور العام لهذا المجلس الثقافي، ومكوناته، وصلاحيته القانونية.
لقد كانت الثقافة في ندوة اليوم تعلة، ولكن مع ذلك، استطاع أنس اليملاحي أن يكون واضحا بخصوص مشروع المحطة الطرقية القديمة التي تحولت، منذ سنوات، إلى “خرابة”، مع أنها ماتزال تحتفظ ببعض اللوحات التي رسمها صلاص وأشياء أخرى، والتي تحتاج فقط إلى ترميم، وذلك بتحويلها إلى مركز ثقافي، وهذا أمر لم تفكر فيه مجالس الجماعة السابقة، مع العلم أن هذا المشروع يحظى بثقة رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، ولكن إنجاز مشروع كهذا لايتطلب الإرادة، فقط، وإنما التمويل من طرف أكثر من جهة، ومع ذلك، نأمل أن يتم إنجاز هذا المشروع وإزاحة الظلام عن وجه المحطة الطرقية القديمة التي ظلت تعيش لسنوات في إهمال كبير.
إن أنس اليملاحي استطاع أن يعطي دينامية للعمل الثقافي من داخل جماعة تطوان من خلال الانفتاح على فعاليات المدينة وذلك من خلال حوار مفتوح، وهذا أسلوب لم تعرفه مجالس الجماعة السابقة.
والواقع أنه في قضايا كهذه، لا ينبغي أن يهيمن السياسي على الثقافي، وهو مالم يظهر بعد، ولكن أن تكون الجماعة في خدمة الثقافة وفي خدمة التنمية المحلية مع الاحتفاظ بروح الاختلاف، والتغلب على الأخطار والصعاب.