قراءة في لوحة للفنان التشكيلي يوسف الحداد “إيروسية الجسد”

يوسف خليل السباعي

إن كل قراءة للوحة تشكيلية ماهي إلا تأويل، أي هوى. لايستند التأويل هنا على أي بعد أكاديمي في قراءة ما للوحة هذه المرأة – الجسد للفنان التشكيلي يوسف الحداد.

نحن نعرف مسبقا أن الفنان التشكيلي يوسف الحداد يمتلك أسلوبا فنيا وجماليا مختلفا عن الفنانين الآخرين. ومن هذا المنطلق، فإن أسلوبه تغياري، ليس مستقرا، ولا ثابتا. إنه أسلوب يتيح له نوعا من السفر بين عوالم يكتشفها بين فترة وأخرى.

وإذا كان يوسف الحداد يغالي، من حيث إنه ينتقل بين محطات مختلفة: من الموسيقى، وغيرها، إلى التشوه والتوجهن، والدوران على الجسد، فذلك لأنه يبحث عن الجدة، وهذه الجدة هي التي تمنح لوحاته حراريتها، وتنوعها، وخصائصها، بله تفرداتها.

إن يوسف الحداد كفنان متحرر، ومنفلت، وغير خاضع لأي سلطة سواء كانت ميركانتيلية أو مدرسية، أو إيديولوجية، يحرر الجسد ويجعله قادرا على تشكيل مغالاته، وصمته، دافعا به نحو الإيروسية.

لقد صمم يوسف الحداد المرأة التي نشاهدها في اللوحة بشكل إيروسي من خلال الألوان الحارة: الأحمر، الأصفر، الأسود، الشيبي والرمادي والأزرق المفتوح. ألوان مختلطة تمنح وجه المرأة الدائري كالشمس دلائلية الانصهار والامتزاج، حيث يغدو جسدها مكسرا ومحطما. لننظر بحذر إلى الفم المرسوم بشبقية: الفم المقفل الصامت كالموت والمشتعل باللذة كالحياة… والأنف بخطه المتعرج الذي يصل فوق العين المكحلة ذات النظرة الشغفية الفتنية المشهية كسكين حادة، أليست هي العين التي ترانا و نتوهم أننا نراها.

بعيدا عن ماترتديه هذه المرأة من ملابس، والتي نقفز عليها، برغم أهميتها كما نقفز على تفصيلات رواية ما، أليست العين الجسدية هي بؤرة تأثيرات؟. إن ما تخفيه أكثر ماتعلنه. إنها ليست ميتافيزيقية، وإنما هي الموت المتخفي في تفصيلات الحياة.

Loading...