من يهمش تطوان ؟

* ربيع الرايس 

يبدو أن مدينة تطوان تسير بخطى تابثة نحو الهامش، مع ممثليها الجدد بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال كل دورة لمجلس الجهة. فمثل كل مرة غاب صوت منتخبي تطوان في لحظة حاسمةعن أشغال الدورة العادية  التي عقدها مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، يوم أمس الأثنين 2 أكتوبر الجاري، وفق جدول أعمال مكثف ، تضمن 45  نقطة، يقال أن 30 نقطة  خصصت لتنزيل مخطط التنمية الجهوية.

وتتوزع هذه النقط على 7 محاور تهم الميزانية، والتضامن المجالي والاجتماعي والوطني، وتعزيز الجاذبية والتنافسية الترابية من خلال التأهيل الحضري وترميم المآثر التاريخية بالجهة، وتدبير قطاع الماء والمحافظة عليه، والتنمية الاقتصادية، والبيئة والمحافظة على التراث والحماية من الفيضانات، والتنمية والعدالة الاجتماعية، والحكامة.
وتمت المصادقة الحاضرين في الدورة، التي ترأس أشغالها رئيس مجلس الجهة عمر مورو، بحضور والي الجهة محمد مهيدية، على ميزانية السنة المالية 2024، بقيمة إجمالية تفوق 892 مليون درهم، من بينها 606,5 مليون درهم لتغطية الاعتمادات الخاصة بالتجهيز.
وبالرجوع لنقط الدورة التي خصصت لمدينة تطوان نجد أن المجلس قد اقر إنجاز أشغال ترميم مقر ولاية امن تطوان وإحداث غرفة القيادة والتنسيق بولاية امن تطوان
، مع غياب تام لمشاريع تخص الجانب الإقتصادي.

لماذا تهمشون تطوان يا ناس؟

هكذا يتضح، إذن، بأن تهميش مدينة تطوان يكاد يصبح بمثابة النية المبيتة، ويتم بتواطؤ عملي من منتخبيها (فلا صوت منهم جهر بمعارضته لاقصاء تطوان). يبدو وكأن هناك من قرر بأن تطوان لا تستحق سوى “الزفت”! فلا طبيعتها ” وباقي طاقاتها تشفع لها! غير أن الأمر المحير هو صمت ممثليها وكأنهم راضون عن الوضع الحالي للمدينة التي تتنفس تحت البطالة، إذ يكفي إلقاء نظرة عما يدور بالواقع أو بالفضاء الإفتراضي لمعاينة ذلك.
إنه التمييز العملي في التخطيط، حين تتم مناقشة نقط الدورة  ولا يوجد صوت يواجه بالمنطق وبضرورة التوازن في التنمية وتعزيز الهويات الموجودة لمختلف مدن الجهة.
مرة أخرى، طوبى لتطوان بمنتخبيها!

Loading...