في إطار الدبلوماسية الموازية، وبمناسبة الذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء، بدأ الأمين العام للحزب المغربي الحر، إسحاق شارية، ابن مدينة تطوان، جولة دبلوماسية في العاصمة البرتغالية لشبونة، التي شهدت سلسلة من اللقاءات السياسية والبرلمانية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والبرتغال، وتوضيح الموقف المغربي من قضية الصحراء المغربية.
في اليوم الأول من جولته، التقى شارية بعدد من الشخصيات السياسية البارزة في البرتغال، حيث كان أول لقاء مع إدواردو تيكسيرا، الأمين العام لحزب “شيغا” البرتغالي، والبرلماني عن الحزب، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس تكتل “الاتحاد من أجل المتوسط” في البرلمان البرتغالي.
تمحور اللقاء حول قضايا ذات اهتمام مشترك، أبرزها دعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء.
وفي اليوم التالي، تابع شارية جولته بلقاءات مع مسؤولين برلمانيين، حيث التقى مع جورجي جالفياس، نائب رئيس فريق حزب “شيغا” البرتغالي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية.
كما جمعه اجتماع آخر مع سالفادور مالييرو، رئيس الفريق البرلماني لحزب “PSD”، حيث تم التأكيد على المواقف الموحدة بين الأحزاب البرتغالية الداعمة للسيادة المغربية على الصحراء.
كما استهدفت الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث عقد شارية اجتماعًا مع جواو باولو غراسا، نائب رئيس لجنة الفلاحة والصيد البرتغالية، بهدف مناقشة فرص التعاون في مجالات الزراعة والصيد البحري. وتوجه الأمين العام بعد ذلك إلى مدينة بورتو حيث التقى بكاتارينا سانتوس كونا، نائبة رئيس بلدية المدينة، لمناقشة سبل تطوير التعاون بين المغرب والبرتغال في مجالات الاستثمار، خاصة في القطاعين الصناعي والسياحي.
وفي بورتو أيضًا، جرت مناقشات مثمرة مع باولو خورخي تيكسيرا، رئيس مؤسسة “Portuense Coop”، التي تعد واحدة من أكبر تجميعات التعاونيات في العالم، حيث تم البحث في إمكانيات التعاون بين التعاونيات المغربية والبرتغالية، وخاصة في مجالات الفلاحة والصناعات التقليدية.
تكللت هذه اللقاءات بتبادل الهدايا الرمزية، حيث قدم شارية قميص المنتخب المغربي الذي يحمل خريطة المملكة المغربية في خطوة رمزية لتأكيد التزامه بقضية الصحراء. من جهته، قدم المسؤولون البرتغاليون هدايا قيمة تعبيرًا عن تقديرهم للعلاقات المغربية-البرتغالية.
وقد اختتمت الجولة بلقاء ثقافي في مكتبة البرلمان البرتغالي مع مانويل ماتياس، رئيس معهد الإمبراطور كارلوس الأول، الذي يركز على دراسة تاريخ وثقافة أوروبا.
تأتي هذه اللقاءات في وقت حاسم على صعيد السياسة الخارجية المغربية، حيث يسعى المغرب إلى تعزيز علاقاته مع الدول الأوروبية مثل البرتغال، بما يخدم القضايا الإستراتيجية المشتركة، وأبرزها قضية الصحراء المغربية، إضافة إلى دفع عجلة التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن زيارة الأمين العام إسحاق شارية، ابن مدينة تطوان العريقة، تؤكد على أهمية الدبلوماسية الموازية في تقوية الروابط بين الشعوب والمساهمة في إيجاد حلول للنزاعات الإقليمية، مما يفتح آفاقًا جديدة من التعاون بين البلدين في المستقبل القريب.