قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالمدينة، في جلسة عقدتها وراء أبواب مغلقة، أمس (الخميس)، بإدانة 4 قاصرين متورطين في قضية أخلاقية مثيرة حظيت باهتمام كبير من قبل جمعيات ومنظمات حقوقية، وتتعلق بتحرش جماعي تعرضت له شابة في الشارع العام بمدينة طنجة، ووزعت عليهم 12 سنة سجنا نافذا (3 سنوات لكل واحد منهم)، مع تحميلهم تضامنا صائر الدعوى العمومية.
وقررت هيأة المحكمة معاقبة المتهمين القاصرين، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، بعد أن واجهتهم بالمحاضر المنجزة من قبل الضابطة القضائية، المتضمنة لأقوال الضحية، التي أكدت عند الاستماع إليها بأنها تعرضت لاعتداء من قبل مجموعة من المراهقين، حين كانت تعبر ممرا عموميا بكورنيش المدينة، وأبرزت أنهم قاموا برفع فستانها من الخلف والتحرش بها جنسيا، وعندما انتفضت في وجوههم عمدوا إلى تعنيفها وسط حشد من الناس، قبل أن يفروا هاربين إلى وجهة غير معلومة.
وعند استنطاق المتهمين الأربعة، اعترفوا جميعا بالمنسوب إليهم، واعتبروا أن ما قاموا به كان من أجل التسلية ولم تكن لهم نية الاعتداء أو الإساءة إلى الفتاة، ما جعل دفاعهم يلتمس لهم البراءة، مبررا ملتمسه بعدم تقديم الضحية أي شكاية ضد موكليه صغار السن، الذين كانوا يجهلون أن تصرفاتهم تدخل في إطار الأفعال الجرمية التي يعاقب عليها القانون.
وتفجرت هذه الواقعة المثيرة، بعدما تداول نشطاء “فايسبوكيون” مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيه أربعة قاصرين اعترضوا سبيل فتاة ترتدي تنورة قصيرة، وقاموا بالتحرش بها جنسيا، لتتفاعل مصالح ولاية أمن طنجة مع الشريط المتداول، وتمكنت، من خلال تحريات تقنية، من تشخيص هوية المشتبه فيهم، وعملت على إيقافهم وتقديمهم أمام العدالة.