بدر الدين المدغري علوي… وجه مشرق للمغرب في قلب إستونيا

د. نزار الدكار – صدى تطوان
في زمن أصبحت فيه الثقافة جسرا للتقارب بين الشعوب، يبرز اسم بدر الدين المدغري العلوي كأحد الوجوه المغربية اللامعة في بلاد الشمال الأوروبي، وتحديدا في جمهورية إستونيا، حيث يشغل منصب رئيس الجمعية الثقافية المغربية، إلى جانب ترؤسه دار المغرب، وهي مؤسسة رمزية وثقافية تعنى بترسيخ الهوية المغربية في المهجر.

بدر الدين ليس مجرد فاعل جمعوي، بل هو حامل لمشروع ثقافي وطني بامتياز، يسعى بدافع وطنيته وغيرته على وطنه إلى تقديم صورة مشرقة عن المغرب، والتعريف بموروثه الحضاري الغني وقضاياه الوطنية الكبرى، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وذلك من خلال مبادرات خلاقة تُخاطب الإنسان الأوروبي بلغته وأساليبه، دون أن تغفل جذور الانتماء وروح الأصالة.
وقد أثمر هذا العمل الدؤوب تكريما رسميا لبدر الدين المدغري العلوي خلال حفل التقدير الذي نُظم بمناسبة “عام الثراء الثقافي في إستونيا”، حيث نُوّه بدوره الريادي في تعزيز التنوع الثقافي، وفي جعل الثقافة المغربية عنصرًا فاعلًا في المشهد الثقافي المحلي، سواء من خلال الأنشطة الفنية والمعارض، أو اللقاءات الحوارية والندوات الفكرية التي تحرص على تقديم المغرب بوجهه الحداثي والمتنوع.

يُحسب لهذا الفاعل المغربي المقيم في إستونيا قدرته على المواءمة بين تمثيل الجالية المغربية والاشتغال على الواجهة الثقافية الرسمية، وهو ما مكنه من بناء جسور من الثقة والاحترام مع الهيئات الثقافية والمؤسسات الرسمية في البلد المضيف.
إن ما يقوم به بدر الدين المدغري العلوي يؤكد أن الدبلوماسية الثقافية ليست حكرًا على المؤسسات، بل هي مسؤولية يتقاسمها الأفراد المؤمنون بقوة الثقافة في الدفاع عن الوطن، وتعزيز حضوره في المحافل الدولية.

وهو بذلك يُجسد نموذجًا يحتذى به في الانخراط الإيجابي للجالية المغربية بالخارج، التي أضحت تمثل امتدادًا طبيعيًا للهوية المغربية، وسفراء حقيقيين للقيم المغربية في بعدها الإنساني والكوني.

Loading...