أنس الحسيسن
لم تكن ذكرى تأسيس جمعية نادي طلبة تطوان لكرة القدم عادية هذا الموسم، فالمناسبة كانت شرطا، تمثلت في تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس هذه الجمعية، وهي مبادرة جاءت من لدن مجموعة من اللاعبين القدامى لهذا الفريق، الذين رحلوا إلى بلاد المهجر، أو الذين بقوا بتطوان، وإلى جانب ذلك هناك أسماء من مسيريه، نظموا هذه الذكرى.
الحفل، كان لقاء جمع الحاضر بالماضي، وعرف حضور عدة مدعوين، واختتم بفقرة التكريم، الذي بقدر ما يكرس ثقافة الاعتراف، التي أصبح مفهوم تقييمه سواء في مجال الرياضة أو غيره، ينبني على الاجتهاد والتقدير…
قبل تأسيس جمعية نادي طلبة تطوان لكرة القدم، الذي يعود إلى سنة 1985 كان قد تأسس قبل هذا الموعد بقليل فرع لكرة اليد ولكرة السلة، ومنذ ذلك الحين ما فتئت هاتين الجمعيتين تنشط في الساحة الرياضية بمدينة تطوان، وحاليا يعد نادي طلبة تطوان لكرة اليد أحد الفرق الرياضية، الذي سيلعب بالقسم الممتاز، إلى جانب فريق المغرب التطواني لكرة السلة سيدات، وهذا ما يعني أننا أمام وضع متأزم لتألق الرياضة التطوانية في الموسم المقبل ، ما دامت باقي الفرق الأخرى تزاول بالأقسام السفلى، ولم تستطع الخروج من هذا النفق، وحتى المغرب التطواني الفريق الأول بالمدينة سيلعب في الموسم الجديد بالقسم الثاني بعد موسم تراجيدي قضاه بالقسم الأول…
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإنه في وقت سابق، كانت هناك مبادرة تأسس على إثرها مكتب مديري لنادي طلبة تطوان، ضم عدة فروع رياضية، وكان بالإمكان أن يكلل هذا المشروع بالنجاح ، خاصة وأنه حظي باستقبال من ولاية تطوان وقتئذ، لكن الخطوة لم تكتمل، وبقي الحلم معلقا…
في الحقيقة كان هذا المشروع سيكون مهما، وسيزيد من إعطاء دفئ للرياضة بالمدينة وفي مختلف الأنواع، لا سيما وأن المدينة تشهد تمددا جغرافيا و توسعا عمرانيا وسكانيا كبيرين، وانتعاشة سياحية، خصوصا في موسم الصيف مما سيعطي فرصة أكير للشباب في ممارسة الرياضة، وسيخلق منافسة بين الفرق، عكس ما يعتقد البعض من أنه لا بد من وجود فريق وحيد خاصة في كرة القدم، وها نحن نرى أن مدينة الرباط ستكون ممثلة في الموسم الكروي الجديد بأربعة فرق في القسم الأول، فما العيب في أن يكون فريق آخر لكرة القدم بالمدينة، هو الآخر يتسلق الدرجات العليا إلى جانب المغرب التطواني، الذي سيبقى هو الأول بالمدينة، وبحمولته التاريخية، وهذا ما يجعل الكل يرغب في تسييره، والحالة هذه أننا سنكون أمام مشهد رياضي سيسعد الجميع، خاصة إذا كان هذا الإقبال، سيساهم في إعطاء إضافة نوعية، وبعيدا عن الحسابات الضيقة، وهذا مما لا شك فيه سينعكس على نتائج المغرب التطواني، وقد يساعد أيضا في يناء تنمية رياضية بالمدينة.
هذه كانت مناسبة للنبش في إحدى الفرق الرياضية، وأعني بذلك نادي طلبة تطوان، الذي كلما قلت أصبح اسمه محصورا في سبورة التميز بفريق نادي طلبة تطوان لكرة اليد، في وقت تراجع عطاء كرة السلة، والتي في محطات سابقة، وصلت في بعض المواسم إلى المربع الذهبي في البطولة وكأس العرش.، حين كان يقود هذا الفريق المدرب عبد المالك الزعري، وكان من أسرار النجاح تجانس وكفاءة مسيريه.
لا نريد أن نسمع اندثار أي نوع رياضي مع ما يواجهه المسيرون من صعوبات وإكراهات مالية على الرغم من التضحيات والجهود المبذولة من لدن بعض المسيرين، الذين عدد منهم يستحق الاعتراف ، وإن طال النسيان شريحة كبيرة منهم بعد أن توقفت مسيرتهم بفعل تكالب الصعاب عليهم من كل حدب وصوب.
وكم سيكون المستقبل مشرقا، إذا ما دعمت الرياضة بتطوان من خلال اسم المغرب التطواني بمختلف أنواعه، والأمر كذلك بالنسبة لنادي طلبة تطوان وباقي الفرق الرياضية الأخرى، التي تشتغل في الظل، وبدون ضوضاء، وتنتظر حقها من الاعتبار المعنوي والمادي.