أصوات نسائية: عندما يخذل المهرجان جمهوره التطواني الذواق

دأب مهرجان أصوات نسائية منذ دورته الأولى على أن يكون منصة للفن الراقي والموهبة الحقيقية، جذب أسماء كبيرة مثل ماجدة الرومي ويارا وكارول سماحة، وأصبح حدثًا لا يُفوت لعشاق الموسيقى الأصيلين في تطوان. جمهور المدينة، المعروف بذوقه الرفيع وحبه للفن الراقي، كان يملأ جنبات مسرح الولاية بشغف ويعيش كل لحظة موسيقية كما لو كانت تجربة ثقافية فريدة.
لكن الدورة الحالية تبدو باهتة ومخيبة للآمال. اختيارات البرنامج تفتقر إلى العمق الفني، وتعتمد على أغاني سطحية تشبه إلى حد بعيد “أغاني العراسات” أكثر من كونها عروضًا موسيقية تليق بالذوق التطواني الراقي. الجمهور الذي اعتاد على الاحتفاء بالإبداع والأصالة يجد نفسه أمام عروض تقليدية وافتقار للتميز، وكأن المهرجان قد انسحب من مهمته الحقيقية: تقديم الفن الذي يرفع الروح، لا مجرد ترفيه سطحي.
إذا كان مهرجان أصوات نسائية يريد استعادة مكانته، فعليه أن يضع في الاعتبار جمهوره التطواني الذواق، وأن يترك وراءه الأساليب السهلة والتجارية. وإلا، سيصبح المهرجان مجرد ذكرى باهتة، تتناقض تمامًا مع إرثه الفني المميز.

Loading...