فتح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) تحقيقًا معمقًا بعد تلقيه الإنذار الأوروبي بشأن شحنة الطماطم الكرزية الموجهة للسوق الأوروبية بتاريخ 28 غشت الماضي. وأظهرت النتائج عدم تسجيل أي تلوث أو خلل في جميع مراحل المعالجة، من الغسل والتلفيف إلى النقل وفحص العينات المرجعية.
وأوضح المكتب أن بقايا المعدن التي تم الإبلاغ عنها يوم 8 شتنبر ظهرت بعد إعادة التلفيف الجزئي للبضاعة في أوروبا، فيما أكدت لجنة هولندية زارت محطة التلفيف بالمغرب يوم 11 شتنبر استبعاد أي احتمال لتلوث داخل المغرب.
الإنذار الأوروبي رقم 2025.6942 صنف الطماطم المغربية ضمن “الخطر الكبير”، ما أدى إلى سحب الشحنة من السوق الهولندية وإبلاغ الدول المستقبلة الأخرى. ورغم أن الإجراءات احترازية ولم تُسجل أي حالات تسمم، فإن تصنيف المنتج قد يضر بسمعة الطماطم المغربية في الأسواق الأوروبية ويؤثر على آلاف الفلاحين الصغار والمصدرين.
القضية تتجاوز الجانب الغذائي لتكشف أبعادًا اقتصادية وسياسية، إذ يمكن أن تؤثر على الثقة الأوروبية بالمنتج المغربي وتزيد المنافسة مع المنتجين الإسبان والفرنسيين، كما قد تفرض قيودًا إضافية على التصدير. استمرار الغموض الأوروبي يجعل مستقبل سمعة الطماطم المغربية والصادرات الزراعية رهينًا بقدرة السلطات على اتخاذ قرارات واضحة وتواصل شفاف.