صدى تطوان
في مشهد يتكرر تحت جُنح الظلام، تتحول شوارع طنجة، وبالتحديد منطقة “فيلازكيز”، إلى “مسرح لليأس” كل ليلة، حيث تُرسم صور مأساوية لأطفال ونساء وشباب أنهكتهم الحياة والإدمان، في وقت يبدو فيه مسؤولو المدينة في سبات عميق.
الرواية، التي وُثّقت الليلة الماضية، كشفت عن مشهد “لا يُطاق” بطله أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمس أو الست سنوات، وهم “يلعبون بالولاعات” ويستنشقون الدخان المنبعث من “أعقاب السجائر الملتقطة من الأرض”. مشهدٌ مُرعب يُصوّر بؤسًا يتنفسه الصغار بحثًا عن “حرارة مزعومة” في العتمة.
هؤلاء الأطفال، الذين يجدون مأواهم في “رصيف، جدار بارد، وزاوية في الظل”، كانوا محاصرين في “الصمت” ذاته مع أمهاتهم اللاتي كن “يتخدرن في الظلام” على بُعد أمتار قليلة، يمُتنَّ ببطء في فخ الإدمان. كما يظهر الشباب، الذين يفتقرون إلى أي أفق مستقبلي، وهم “يستهلكون أنفسهم في الشارع”.
النص يؤكد أن “هذه ليست صورًا مثيرة؛ هذه صرخات”، صرخات لم يعد أحد يسمعها بسبب اعتياد المجتمع عليها وتجاهله لها. وينتهي الخبر بنداء عاجل ومؤثر: “الوقت الذي فتحت فيه هذه المدينة عينيها… حان الوقت للتصرف”.
هذه المشاهد المأساوية، التي يراها البعض “ما لا يجب أن يراه أحد”، هي دعوة صارخة للمجتمع والسلطات للتدخل السريع لإنقاذ هؤلاء الأطفال والنساء والشباب المحاصرين في دوامة التشرد والإدمان في قلب المدينة.