اللقاء التواصلي الجهوي لطنجة تطوان الحسيمة: مناضلات ومناضلو البام “يجددون” تشبثهم القوي بالمشروع الحزبي ويؤكدون عزمهم العمل وفق “مقاربة جماعية” لتجاوز كل الإكراهات والتحديات

وجه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، في مطلع كلمته، خلال افتتاح أشغال اللقاء التواصلي الجهوي الداخلي للبام، المنعقد يوم الأحد 24 مارس الجاري، بطنجة، التحية والتقدير لكل المناضلات والمناضلين والمنتخبين وغيرهم من الذين حضروا فعاليات اللقاء التواصلي الداخلي الجهوي للحزب والذي تنظمه الأمانة الجهوية للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة والهيئة الجهوية للمنتخبين والأمانات الإقليمية للحزب. ونوه بن شماش عبرهم بالجهود التي بذلها الأمين الجهوي وأعضاء الأمانة الجهوية وباقي المناضلات والمناضلين وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح فعاليات هذا اللقاء.

وذكر بن شماش، بكون لقاء اليوم مع مناضلات ومناضلي البام بهذه الجهة هو الثاني من نوعه منذ تحمله مسؤولية الأمانة العامة للحزب. واعتبر بالمقابل أن التساؤلات التي جاءت على لسان الأمين العام الجهوي عبد اللطيف الغلبزوري والتي تطرقت إلى العديد من النقاط المرتبطة بما هو تنظيمي وما هو تدبيري، (التساؤلات) هي جزء من الجواب الذي يجب أن يكون حاضرا باستمرار لزرع الحد الأدنى من الوعي المطلوب في صفوف مناضلات ومناضلي الحزب.

وشدد ذات المتحدث على أن البام اليوم في حاجة للقيام بوقفة تأمل لتقييم ما أنجز وما لم ينجز، واستحضر “خارطة الطريق” التي وجهت لكل مناضلات ومناضلات الحزب ومنتخباته ومنتخبيه، وسبق للمجلس الوطني أن صادق عليها، (الخارطة) تتضمن أجوبة وازنة على الأسئلة التي طرحها الأمين العام الجهوي وأسئلة لم يطرحها. وتسائل بن شماش في نفس الإطار عن مدى تملكها من قبل المناضلات والمناضلين وضمنهم القيادات الجهوية والإقليمية، على اعتبار أن الخارطة تقدم “مشاريع أجوبة” لكل مكامن الخلل والإشكاليات التي يعيشها الحزب: تنظيميا، إداريا، تواصليا… كما أنها تتضمن جملة من المبادرات التي من المفروض أن يطلقها الحزب ويشتغل عليها.

وبالتزامن مع التجاذبات التي وقعت مؤخرا داخل صفوف الحزب والتي ليست سوى لحظات اختلاف ونقاش لا تصل إلى درجة الخلاف والهدم، اعتبر بن شماش، أن البام يعيش اليوم فترة “مخاض عسير” يجب أن يتعاطى معها الحزب بما يضمن استمراريته في أداء مهامه، وأوضح أن الاختلاف الذي يحدث هو نتيجة اختلاف المشارب والمدارس التي شكلت البام وساهمت في بناءه.

وأضاف المتحدث في نفس الإطار، على أن مناضلات ومناضلي البام لا يمكن أن يتحدثوا نفس اللغة وبنفس الإيقاع، لكن وبالرغم من ذلك ورغم الصعوبات التي تطرح، فإن البام يقول بن شماش، اتخذ مسارا ديمقراطيا سمته معالجة الإشكاليات المطروحة، ويستمد اليوم عافيته، حيث أجمع كل مناضلات ومناضلي الحزب خلال اللقاءات التواصلية التي نظمها بجهات: الدار البيضاء سطات، الرباط سلا القنيطرة، مراكش أسفي وفاس مكناس، (أجمعوا) على ضرورة إنهاء الخلافات لما لها من تأثيرات على مكونات البام، حيث أن التجاذبات على الخصوص شكلت مظهرا من مظاهر أزمة الحزب في فترات معينة.

إلى ذلك، شدد بن شماش بلهجة قوية قائلا: “كانت هناك ضغوطات لإلغاء توصيات لقاء 05 يناير 2019، وسأتصدى لهذه الضغوطات بكل قوة”، معتبرا أن البام تجاوز هذا الأمر، يمضي في طريق تنزيل المضامين العريضة ل “خارطة الطريق” بما في ذلك الإعداد الجيد لكل المحطات التنظيمية المقبلة: دورة المجلس الوطني، المؤتمر الوطني”. واعتبر المتحدث أن هناك حاجة اليوم للتعبئة الجيدة من أجل دورة للمجلس الوطني ناجحة لإعطاء الانطلاقة الرسمية للتحضير للمؤتمر الوطني المقبل من خلال تشكيل لجنة تحضيرية بهذا الخصوص.

وقال بن شماش إن الرهان هو إعادة الهيكلة التنظيمية لتحسين أداء الحزب عبر مواصلة الإيقاع النضالي للإسهام في إنجاح المؤتمرات الجهوية، معتبرا بالمقابل أن اللقاءات التواصلية التي تنعقد حاليا بالجهات الغاية منها هو : “أن نصارح بعضنا البعض، وفتح النقاش بشأن كل ما يهم الحزب من النواحي التنظيمية والسياسية وغيرها”.

وذكر بن شماش الحضور مجددا بأن هذه اللقاءات التواصلية فرصة من أجل البناء والتجديد، ليس من أجل الإعداد للانتخابات، ولكن من أجل إنضاج الشروط والظروف بعد دورة المجلس الوطني التي ستنعقد شهر أبريل 2019. وأكد الأمين العام للحزب على أن الصعوبات تم تجاوزها والبام باقي مستمر بقوة وبحضور أكبر، وجزء كبير من الحلول للإشكاليات هو اليوم في أيدي المناضلات والمناضلين والمنتخبين..

وعرج الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على جملة من تمظهرات الأزمة الاجتماعية التي تعيشها بلادنا في الوقت الراهن، معتبرا أن حضور قضايا البلاد من صميم اللقاءات التواصلية التي يعقدها البام في عموم الجهات والأقاليم

إلى ذلك، انتقد بن شماش الأداء الحكومي الممتد لأزيد من 7 سنوات ونصف والذي كانت سمته الأساسية تصاعد منسوب الاحتقان الاجتماعي الذي يضرب شريحة واسعة من المواطنات والمواطنين المغاربة، واستشهد في ذلك على ما أوردته دراسة قام بها البنك الدولي الذي أكد على أن نسبة النمو لن تتجاوز مستوى طموح المغاربة أي ستكون أقل من 3 في المائة، دون إغفال محدودية مناصب الشغل المحدثة مقارنة مع ما تم خلقه في عهد الحكومات التي تدبر الشأن العام الوطني قبل 8 سنوات مضت. واستنكر بن شماش جزء من النقاش الدائر وطنيا حول أشباه القضايا والأمور التافهة التي لا تجدي نفعا ولا تحقق مصلحة معينة.

والنتيجة، يقول بن شماش، هو أن بلادنا اليوم تعيش وضعا خطيرا وصعبا يؤثر سلبا على الاستثمار وخلق فرص الشغل بل يساهم في إهدار الفرص الحقيقية، وضع أوصلنا إلى تسجيل مديونية قدرها حاليا 1046 مليار درهم بعد أن كانت متموقعة في حدود 331 مليار درهم سنة 2011.

وفيما يتعلق بالاستحقاقات القادمة لعام 2021، حذر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة من “التهافت” الذي تمارسه العديد من الأطراف، والهدف من ذلك هو صرف المغاربة عن الحقيقة والقضايا الحقيقية التي تهمهم وتشغل بالهم، بل يزيد الأمر تعقيدا أكثر وبلادنا تؤدي ضريبة ثقيلة مقابل أوراش إصلاحية كبرى منتظرة تهم عددا من القطاعات كالتعليم والتشغيل، في حين ما تزال ذات الأطراف وأطراف أخرى تدفع في اتجاه تعقيد الوضع إلى ما هو أسوأ.

بدوره، أكد الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة عبد اللطيف الغلبزوري، أن اللقاء التواصلي الجهوي، بمدينة طنجة، سيجيب عن الأسئلة الحارقة لمناضلات ومناضلي الحزب بالجهة.

وأوضح الغلبزوري، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية أن هذا اللقاء التواصلي سيشكل فرصة لتسليط الضوء على وضع الحزب على المستوى الوطني وموقعه في المشهد الحزبي والسياسي في البلاد، مبرزا أنه سيقدم أجوبة شافية وكافية عن الواقع التنظيمي للحزب والتجاذبات التي عرفها، مؤخرا، والتي استطاع تجاوزها بفضل جهود الجميع.

 وأضاف الأمين العام الجهوي للبام أن اللقاء التواصلي سيقف عند الأوضاع التي يعيشها الحزب بمختلف الأقاليم المشكلة للجهة، وكذا المشاكل التي يتخبط فيها منتخبو ومناضلو الحزب، مؤكدا أن القيادة الوطنية ستستمع إلى هذه المشاكل في جو من الصراحة والشفافية وتحاول إيجاد حلول لها وتقديم أجوبة عن كل التساؤلات والانتظارات.

عضو المكتب الفدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة أحمد التهامي، قال إن نجاح اللقاء التواصلي الجهوي الذي ترأسه حكيم بن شماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الأحد 24 مارس 2019 بمدينة طنجة، يؤكد بالملموس أن البام يشهد حيوية ودينامية حقيقية تفند كل الأكاذيب والمغالطات التي تروجها الأقلام المأجورة ضد الحزب.

ودعا التهامي، مناضلات ومناضلي الحزب بالجهة إلى الحفاظ على الثوابت التي تأسس عليها الحزب، قائلا في هذا الصدد “مشروعنا المجتمعي خط أحمر، به نحارب الخصوم ونثبت الذات ونحضر أنفسنا للمحطة القادمة”.

وعلى المستوى التنظيمي، أكد التهامي على ضرورة تفعيل التنظيمات الموازية للحزب ومواكبة عملها القوي بشكل يضمن عودتها القوية، وذلك من أجل رفع سقف التنظيم بالسرعة المطلوبة، مؤكدا أن لقاء طنجة كان لقاء “المصارحة والمصالحة” وأثبت أن الحزب في صحة جيدة وبديل حقيقي في الاستحقاقات التشريعية المقبلة.

أما رئيس المؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي حزب الأصالة والمعاصرة العربي المحرشي، فتجاوب مع تساؤلات طرحها الحضور خلال اللقاء التواصلي الجهوي الداخلي، بما مضمونه أن المناضلات والمناضلين يعيشون في بيت واحد يجمعهم ألا وهو “البام” ونحن جميعا نعرف داخله وحقيقته، يقول المحرشي.

وبخصوص حالة الجمود التي تشوب أداء البام خلال الفترة الأخيرة، قال المحرشي إنه وعلى الرغم من انتخاب أمانة وطنية جديدة وتشكيل المكتب السياسي وسير الحزب في طريق تنزيل العديد من المبادرات العملية، فإن وجود ما أسماها المحرشي ب “جيوب المقاومة” حالت دون المضي نحو الأمام لتنزيل مبادرات الحزب. ودعا المحرشي بالمقابل قواعد الحزب إلى تحمل مسؤولياتها وفقا للقانون المؤطر لعمل الحزب وكل خطواته حتى تعود الأمور إلى نصابها.

إلى ذلك، وفي سياق تفاعله مع تساؤل يخص التضامن الحزبي مع البرلماني عمر الزراد، قال المحرشي أن الزراد الذي ذهب ضحية مؤامرات حيكت ضد البام، “نتحمل جميعا مسؤولية الفشل في التضامن معه والقيام بالواجب تجاهه، ونحن لا نعني بذلك أننا نتدخل في شؤون القضاء”.

وقال المحرشي، أن حزب الأصالة والمعاصرة قادر على معالجة الأعطاب الموجودة بمناضلاته ومناضليه، لاستعادة موقع الحزب، في إطار من الإرادة الجماعية القادرة على مواصلة البناء من أجل المستقبل الحزبي، وعبر عن استعداده للمقاومة إلى آخر رمق لتصحيح المسار.

وكشف نائب رئيس المكتب الفدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة محمد غياث، أنه تقرر فتح خمس مقرات جديدة للحزب بأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، موضحا أن الأمر يتعلق بكل من الفحص أنجرة وتطوان والعرائش وشفشاون والفنيدق.

وأبرز غياث، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقاء التواصلي الجهوي، أن تحسين بنية الاستقبال على المستوى الجهوي والإقليمي تعد أولوية قصوى في برنامج اشتغال المكتب الفدرالي، مؤكدا أن البنية الاستقبالية للحزب يجب أن تكون مؤهلة جيدا كي تليق بالمرتبة والمكانة التي استطاع الحزب ضمانها في المشهد السياسي الوطني، من خلال المكتسبات والإنجازات التي حققها والتي جعلت منه ثاني قوة سياسية في المغرب في ظرف وجيز.

وأضاف عضو المكتب الفدرالي، أن هذا الأخير يولي كذلك أهمية كبيرة لتأهيل الموارد البشرية وتأطيرها حتى تكون وجهة مشرفة للحزب وطنيا وجهويا وإقليميا، مبرزا أن المكتب السياسي والمكتب الفدرالي سطرا برنامجا، سينطلق الأسبوع المقبل، يروم عقد سلسلة من الندوات والدورات التكوينية التأطيرية بعدد من جهات وأقاليم المملكة.

من جانبه، قال رئيس جماعة الحسيمة ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات الترابية الدكتور محمد بودرا، إن اللقاء التواصلي الجهوي الداخلي للبام المنظم بطنجة، لقاء ناجح بكل المقاييس، ويعكس مواصلة واستمرارية للنجاح الذي حققه اللقاء السابق المنعقد بطنجة برئاسة الأمين العام الوطني السيد حكيم بن شماش.

وأضاف بودرا أن الحضور المكثف للمناضلات والمناضلين والمنتخبات والمنتخبين يعكس تشبثهم بالمشروع الحزبي واستعدادهم للدفاع عن البام، وتعبئتهم الجماعية لتجاوز بعض الخلافات. وعبر بودرا عن فخره واعتزازه بالجهود التي يقوم بها كل مناضلات ومناضلو الحزب بجميع أقاليم الجهة.

واعتبرت عضو المكتب السياسي والناطقة الرسمية خديجة الكور، أن الانخراط في هذا النقاش والنقد خلال اللقاء التواصلي الجهوي الداخلي للحزب أمر جميل، وهذا التقييم والنقد الذاتي هو تمرين صحي ديمقراطي شريطة أن لا يتضمن أحكام القيمة على الأشخاص. بالنظر إلى “أننا نقيم الأداء والمؤسسات وليس الأشخاص”، تقول خديجة الكور.

إلى ذلك، وفي سياق تجاوبها مع تساؤلات الحضور خلال اللقاء التواصلي الجهوي للحزب قالت خديجة الكور أن الأمين العام للحزب ليس مغلوبا على أمره -كما جاء في إحدى المداخلات- بل هو مدعوم بالشرعية الديمقراطية وهو مناضل وحقوقي ومن المؤسسين، واختار في تدبيره للاختلاف الانتصار للمصالحة وتدبير الأمور بشكل سلمي، على اعتبار أن الاحتكام إلى المصالحة حكمة.

وبخصوص عدد من القضايا التي تهم بلادنا في الوقت الراهن، قالت خديجة الكور أن الحزب عبر عن موقفه من التعاقد، وأعلن موقفه المناصر للمطالب المشروعة لفئة الأساتذة المتعاقدين، “ولكننا ننبه للضرر الذي يمكن أن يلحق بلادنا جراء سنة بيضاء، وحذار من استغلال القوى الظلامية لهذه الأزمة حتى لا يزج ببلادنا في الأزمة الاجتماعية”، تقول المتحدثة.

وفي سياق متصل ب “التجاذبات” التي يشهدها المشهد الحزبي ببلادنا، قال خديجة الكور: “أصبحنا اليوم ضحايا إعلام يضخم الاختلاف بيننا، ونصدق الإشاعات التي تروج لما مفاده كون الدولة لا يهمها أمر البام وتراهن على حزب آخر ليقوم مقام البام”. واعتبرت الكور في نفس السياق أنه لا يمكن للدولة أن تقوض الفعل الحزبي والسياسي ببلادنا احتراما لتكريس مبدأ ترسيخ الاختيار الديمقراطي الذي أصبح من الثوابت الجامعة للأمة التي هي غير قابلة للمراجعة، مضيفة: “وحدهم المواطنات والمواطنون من سيقررون الحزب أو القوة السياسية التي ستحظى بثقتهم خلال الانتخابات المقبلة”.

وبخصوص الوضع الراهن لحزب الأصالة والمعاصرة، قالت خديجة الكور: “البام بخير واختار منذ البداية الدفاع عن المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي”. وتسائلت عن السبب الذي يجعلنا دوما نثير الحديث عن مكامن الفشل ونغيب استحضار والحديث بفخر عن مواطن النجاح، مضيفة بقولها: “خضنا معركة الوجود وكسبناها، خضنا معركة الاستحقاقات وكسبناها، واخترنا خط المعارضة في مواجهة حزب العدالة والتنمية وانتصرنا لاختيارنا وكنا صائبين”.

ودعت عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة في الأخير كل القوى السياسية الديمقراطية إلى التجند إلى جانب البام من أجل خوض معركة الوطن ومواصلة الإسهام في بناء وتنزيل مضامين المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، وانتقدت بشدة ما تقوم به بعض الأطراف من محاولات متكررة ل “اقتناص” منتخبات ومنتخبي البام من أجل تسخيرهم لخدمة أجندات معينة لفائدة هذه الأطراف في أفق استحقاقات 2021.

Loading...