بقلم : يوسف بلحسن.
… لا أذكر أنني كتبت عنه يوما مدحا ،بل لا أذكر الا انني وبسبب ملفات مختلفة عن مدينتي العزيزة مرتين؛ انتقدته مرات ولعل ملف وادي مرتيل (الذراع الميت) وتسيب البناء الخطير على جنباته وطمر جزء منه وكذا ملف فوضى الباعة والخردة بحي “واريرا” وباقي شوارع مرتيل، وبهذه الفوضى التي تستمر الى يومنا.. من بين النقط السوداء التي دفعتني للكتابة وبشدة بل والدخول في نقاشات حادة معه.. تعدت في لحظات ذاك الخيط الرفيع من العلاقة…
ولكنه كان وكلما إلتقاني الا وقدرني واحترمني ..(.ربما أعرف عمق وسبب بعض ذلك .. ولن اكتب عنه ) لكن الذي يمكنني قوله هو ان هذا الباشا قد ترك صدى طيبا لدى الكثيرين….
ذات مرة مند فترة وفي إطار حملة كتابات شديدة لأبناء المدينة ضد الباشا بسبب احدى الملفات النضالية (اعتقد حول البناء او ما شابهه) طلب مني صديق ان اكتب “عينا حمراء” حوله وان افضحه !!!! وقد قلت للصديق يومها: “يكفيني دليل مادي او شهادة صادقة من متضرر نفح هذا المسؤول رشوة؛ لأخط ضده بالفضح، أما واننا نختلف معه كمسؤول في طرق معالجته لافات المدينة أو عجزه عن الوقوف في وجهها لسبب أو لآخر فهذا لا يعطينا الحق في اتهامه بقساوة بقدر ما يدفعني لانتقاده بشدة …”
كانت ولا تزال هذه قناعاتي في الكتابة .اعطني الدليل او الشهادة الصادقة لا مجرد الإختلاف في الرأي لنكتب ضد اي مسؤول وبقوة … فنحن مسؤولون امام الله عما نقول ونكتب ،ولو أننا استسلمنا لعواطفتا اكثر من عقولنا لظلمنا الكثيرين وأنفسنا قبلهم.
مرتيل الرائعة، بقدر ما هي اجمل المدن هي أصعبها على المسؤولين؛أمنتخبين كانوا ام معينين؛ (لاحظوا كم مسؤول ومنتخب سقط بها ولاحظوا كم مسؤول ومنتخب ارتشى بها وحمل من الحرام ما حمل ) مجتمعها المدني قوي و أنقى من سياسييها؛ وفعلها النضالي مؤثر وفاعل..، لذلك لم تكن مهمة السيد الباشا سهلة ، وكلنا يذكر كم الوقفات والاحتجاجات والاعتصامات التي كان عليه ان يواجهها ورغم قوة بعضها الا انني (وحسب ما اذكر) لم تستعمل كدريعة من طرفه كسلطة لتصفية الحسابات (في بلد لا تزال تعتبر إهانة السلطة .كبيرة موجبة للاعتقال… للاسف). باشا مرتيل انتزع تلك الشعرة من العجين بذكاء.. بعكس ما فعله باشا تطوان من خلق توترات واصطدامات تسببت في تصدعات واعتقالات ..
دائما اقول ان المخزن له طرقه وأدرعه في التعامل مع الوضع السياسي لأية منطقة وأقول ان داخل بيت المخزن هناك صراعات بين ادرع السلطة .وكثيرا ما كنت اجد في بعض المواضيع الناقدة …”روائح “لتصفية حسابات بين أبناء سلطة المنطقة انفسهم (فمرتيل بقرة حلوب لمن يحسن الإمساك بـ “الضرع المملوء”) لذلك كنت ولا ازال أنأى بنفسي عن التموقع وافضل الحياد الايجابي…ولذلك لم يفهم البعض لماذا لم ادخل سابقا في حملات تشهير ضد الباشا ..وفضلت المتابعة من قريب عن بعد ..