نساء في ذاكرة تطوان..فطومة الجاي الفاسي (القلالية)

بقلم -أسماء المصلوحي

بتاريخ 19 فبراير 2013 سقط العقد الأخير المرصع بلجين النخوة التطوانية.
سافرت بعيدا الحاجة القلالية، بعد مسيرة فنية وإبداعية وهبت فيها للعروس التطوانية ملكات إتقانها وفتونها الوضاح للتزيين الجميل.
الحاجة فطومة القلالية المرأة التي أينعت في حقول اليتم والمرارة بعد وفاة والديها.
فكان الحضن الدافئ الذي ارتمت فيه سيدة هذه الليلة حضن القلالية المتبنية للطفلة فطومة، التي أخذت من الأم البديلة كل شئ حتى اللقب.
على مرمى من أزقة العيون، تلك الضاربة في أمداء العراقة والثراث:
تقبع ظلال فضيلتنا المستعصية عن الرحيل.تحاكي ألوان إبداعاتها كما كانت فنانتنا تتفن الإمساك بتلاوين البهاء.
تعزف الجمال على طوق الإبداع فتأتي (التخليلة التطوانية) كوشم محسوب لها وحدها.
في حديث ودي فارق الجغرافيا واستقر في أطياف الذكرى تحكي ابنتها عزيزة:
– كانت أمي لا تبارح السعادة حتى تقطف الشكر.ولا تنأى عن الإغداق البهي لعروس تريدها أميرة في ليلتها.
تضيف عزيزة:
– كانت تداعب خيوط اللؤلؤ واللجين بحب فاق الإبهار.
إن تعاطي الحاجة القلالية لفن تزيين العرائس، الذي احترفته في بداية السبعينيات، ولم تكف أناملها عن ترصيصه إلا في أوقات اشتداد المرض…كان يغدو لها الإبداع مثل هواء تنفسته لتحقق وجودها الكياني وحبها الفطري.
في وصال حميم، كانت رائدة الجمال الحاجة القلالية متعصبة لكل جوهرة دخيلة على التزيين الأصيل.بارعة هي في اكتشاف درر التقاليد والاحتفاظ بها.ناكرة للتغيرات المجنونة التي طرأت على الأزياء والتقاليد في حمامتها الجميلة.
هذا قبل أن يفقد العرس التطواني الأصيل عذريته في أطراف الليل..!!
بين العين والرؤية كانت تهيمن القلالية على لحظات الانتشاء، وهي تستعرض عروستها وسط إجماع يبصم ذهولا أن للفتون نور واحد إسمه القلالية.
الحاجة القلالية فنانة عرفت كيف تطرز الابتسامة في ملامح تطوان.
وتأكدت أن الإحساس بالعطاء يفارق المواقيت ويسكن التذكر.

Loading...