نساء في ذاكرة تطوان.. ثريا حسن رائدة المسرح في إبانه

بقلم -أسماء المصلوحي

ثريا حسن

رائدة المسرح في إبانه.
نجمة التمثيل في توهجه.
شامخة الإسم من عنوانه.
هي ذي ارحيمو الناصري المعروفة باسم ثريا حسن.
التطوانية المسرحية التي أمسكت بالضربات الثلاث فوق ركح الريادة.
تعتبر ثريا حسن، المزدادة بتطوان في 10 أكتوبر 1937، تلك المبدعة المثمرة في حقل كان يظهر جليا للكثيرات أنه صعب الولوج إلى ماوراء ستارته..إنه المسرح.
لكن الحظوظ كانت وردية عند نجمتنا، التي ترعرعت في كنف عائلة فنية.حيث كان والدها عازفا في الفرقة النحاسية التابعة للخليفة السلطاني في شمال المغرب.
كما أن والدتها كانت من اللواتي أبحر عشقهن في الأجواق النسوية بمدينة تطوان.
هكذا بدت الظروف كلها مرتبة لرائدة التمثيل في تطوان ثريا حسن لتقطف أزهار إبداعاتها.
التحقت ثريا الثريات، كبنات جيلها، بدار المعلمة فتفنن ذوقها في اختيار ألوان تعلمها.
بعدها التحقت بمدرسة “البيلار” الإسبانية.
هناك تعرفت على المسرح.وتقصت، من بواكيرها، أبجديات المسرح.ثم أضحت، ساعتئذ، كالقابضة على تلابيب الذكاء الأنثوي في تجسيد وقائع الحيوات فوق خشبة التميز.
انضمت زمردة الفن المسرحي لفرقة “الواحة” للتمثيل العربي.
وكانت العنصر النسوي الوحيد في الفرقة.
كما جاء ظهور الفنانة ثريا حسن أمام الجمهور سنة 1950 في مسرحية “الأب النادم ” على خشبة مسرح إسبانيول العتيد، وكان بمثابة انتصار غزير الإفصاح والمغزى..وتجذير لحضورها المسرحي من خلال رسم خطواتها بين مسافة التمكن والاستمرارية.
وضعت لمسارها ترويضا يصعب تجاوزه، كما يسهل التجديد فيه معا.
في سنة 1950 وقعت عقدا احترافيا مع فرقة “الواحة”.
فاستفادت من 13 في المائة من أرباح العروض المسرحية.
موقف ستهتز له خشبة المسرح غضبا وسخطا وستكفر به ديانة الحرية سيلامس جوارح شامخة المسرح.
وذلك في غشت 1951 حينما رفض المندوب السلطاني محمد التازي عرض مسرحية “الجريمة الكبرى” على مسرح سيرفانطيس بطنجة، بدعوى وجود امرأة بين جوقة الفرقة المكونة من الرجال.
ليكن العذر أبشع من الإبداع.
انضمت ثريا حسن إلى فرقة المسرح الأدبي التي كان يديرها المكي التهامي الوزاني.
لقد ملأت ثرياتنا بياضات المسرح في فترة كان يعيب على المرأة أن تصرخ في وجه اللامعقول..!!
– فكيف لها أن تجسده قولا وتمثيلا …?
كما برهنت أن لتطوان نساء يفتخر بهن التاريخ، من مهبط الإرادة وحتى متم الرسالة.
ياتي صوت فنانتنا كعزف منفرد أبانت عن سطوعه بعدما اختارت نوتة البوح بعد رفع الستارة.
لقد نالت شرف التكريم الأبدي حينما كتب عنها هرم الكتابة المسرحية الأستاذ رضوان احدادو كتابا قيما تحت عنوان:

ثريا حسن
امرأة من شموخ

كما نالت ثريا حسن من ملك البورتريهات الأستاذ حسن بيريش بورتريها نشر على صفحات جريدة الشمال.
ثريا تطوان والمسرح:
ذاكرتك خصبة تحتاج إلى فواصل الحب والتقدير.
فمن سينحني معي انحناءة اعتزاز لثريا حسن..؟!

Loading...