نساء في ذاكرة تطوان.. رجاء مزوار مرصو الطبيبة التي وضعت على عاتقها الصمود

بقلم -أسماء المصلوحي 

– رجاء مزوار مرصو الطبيبة التي وضعت على عاتقها الصمود

كثيرات هن الطبيبات.لكن ليست كل من انصاع حلمها ليقظة التمكن، تدرك أن المهنة نهاية سعيدة لمسار دراسي ناجح.
تطوانيتنا لهذه الذاكرة:
طبيبة اختارت التحصيل العلمي لتجعل منه قنطرة تعبر فوقها تراكمات الممكن.وتقفز إلى المستحيل في ظل إكراهات تثقل الطموح والرغبة، إذا انزوى الأمل في ركن المألوف.
رجاء مزوار مارصو الطبيبة التي كرست رهانها وجعلت من رسالتها الطبية عنوانا راسخا:
أنا طبيبة ولا أعترف بالجنس ولا بالعرق.
بعد تخرجها سنة 2004 كانت الانطلاقة بضمير مهني عايش الأوضاع الصحية في البوادي والقرى.
من هناك تمكنت هذه المنذورة لتفعيل العمل الجمعوي، أن تشق طريقها الإنساني والمهني،تحديدا في سنة 2014 بعيدا في المناطق النائية التي يتمركز فيها المهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والذين اختاروا منطقة (بليونش) منطقة الانتظار للعبور المنتظر.
ما اكتفت هذه الطبيبة بجعل سرير الكشف والمراقبة يخضع لمواعيد محددة، بل شمرت على أريحيتها وواجبها الإنساني، وجابت تخوم الغابات رفقة الطاقم النشيط لجمعية” الأيادي المتضامنة “، التي تتحمل فيها مسؤولية نائبة الرئيس.
رجاء العطاء الطبيبة التي وضعت على عاتقها الصمود، وأبانت عن براعتها في جعل الطب يتحدث بلغات الحب.
النبض السخي لرجاء محجوز عندها لكل نداء التقطته بضمير الطبيبة التي أقسمت ووفت بقسمها.
زاخرة هي بالممكنات.
تشع من قلبها أبجديات الأمل.
ولا تعترف بمواقيت العمل.
رجاء مزوار مرصو – الطفلة -الطبيبة – التي استطعمت علقم اليتم في خريف أتى دون موعد، رحل فيه والدها قرة فؤادها ومرشد طريقها بعيدا ولم يسمع نداء الإبنة:
– ااااا أبي أريدك معي …!
تتأنق رجاء بوزة الطبيبة الآهلة بعنفوان الأرحب لغد صحي أفضل.
وتراهن على اتساع رقعة العمل الجمعوي الذي تؤمن بثقافة القرب فيه.
إنها التطوانية المجبولة على أعطاف التميز، كلما سلطت عليها أضواء الإعجاب والتنويه، وإن كانت تقر بتواضع جم:
– أنا طبيبة وكفى.
أقول لها:
– بل أنت عنقود مخملي في ذاكرة تطوان.

Loading...