الجهوية المتقدمة…ما وضعها الحالي و ما هو ضمان سيرورتها في المغرب ؟ جهة طنجة تطوان الحسيمة نموذجا !

 

عماد اليوسفي – صدى تطوان  : سأحاول من خلال مقال هذا اليوم تقريبكم أكثر من مشروع الجهوية المتقدمة و الذي انتهجه المغرب بصورة رسمية منذ سنة 2015 ، إلا أنه و مع الاسف الشديد لم يرتقي بعد إلى طموحات الشعب المغربي. على العموم فالجهوية المتقدمة (بصيغة أخرى اللامركزية)هي تنظيم إداري و هيكلي تقوم بموجبه السلطة المركزية (الحكومة )بالتنازل عن بعض الصلاحيات لفائدة الجهات المكونة للوحدة الترابية و ذلك من أجل تقوية التنمية المحلية ، تنشيط التبادل التجاري و التكامل الاقتصادي بين الجهات و تقريب الادارة بما تقدمه من مصالح و خدمات عبر صياغة سياسات محلية نابعة من الخصوصية المميزة لكل جهة و على جميع الأصعدة : اقتصادية، سياسية ، اجتماعية، ثقافية و رياضية. و من المظاهر الهامة التي أتى بها مشروع 2015 ( على الورق) : – تقسيم المغرب إلى 12 جهة مختلفة بطريقة ذكية اعتمدت على عدة معايير مشتركة أو متكاملة من الناحية الجغرافية ، السياسية و الاقتصادية.

– تفعيل اللامركزية كاستراتيجية ناجعة للنهوض بالقطاع العام. – خلق تنمية جسور التعاون بين الجهات. – استقلالية اتخاذ القرارات. – مواكبة الاصلاح الجهوي. – النهوض باستثمارات جديدة في الجهة.

حصر دور الادارات المركزية فقط في التأطير ، التوجيه و مراقبة أداء الادارات اللاممركزة. و بعد مرور أربع سنوات من تطبيق هذا المشروع نرى أن تطبيق النقاط السالفة الذكر يظل حبرا على ورق ، حيث أن جميع الجهات (باستثناء محور الرباط ، الدار البيضاء) لا زالت تعاني الأمرين باعتمادها بشكل شبه كامل على المركزية الادارية في جميع المجالات. سنتحدث بشكل خاص على الجهة طنجة تطوان الحسيمة كنموذجا لهذا حيث تعد هاته الجهة واحدة من الجهات الاقتصادية الهامة بالمملكة بفضل عدة خصوصيات تميزها عن غيرها كموقعها الجغرافي الهام حيث تعد أقرب جهة لأوروبا ، ضمها لواجهتين بحريتين مختلفتين ، جماليتها و تنوعها المناخي بين الفصول تؤهلانها سياحيا ، التوفر على طرق وطنية و محلية ذي مستوى متوسط. إلا أن عدة نواقص يجب إصلاحها في أقرب الاجال و التي تربك بصورة خطيرة عملية التطور في الجهة و تضع مفهوم الجهوية المتقدمة في موضع شك : – النقص الهائل المتواجد على مستوى الطرق السيارة و السكك الحديدية حيث تقتصران فقط على جهة طنجة العرائش.) باستثناء طريق سيار منعزل بين تطوان و الفنيدق).

– قطاع اقتصادي منتعش فقط بطنجة حيث نلاحظ تزايد كبير في عدد المناطق الصناعية و الشركات الخاصة بمدينة طنجة بسبب التسهيلات الكبيرة المتوفرة مع شبه انعدامه في المدن الاخرى. – قطاع سياحي منتعش نسبيا فقط في فصل الصيف (باستثناء طنجة : طول السنة بسبب توفر المدينة على عدة فنادق و أماكن ترفيهية).عكس المدن الاخرى كتطوان ، شفشاون و الحسيمة و التي تنتعش فقط في فصل الصيف بسبب النقص الكبير في التجهيزات السياحية الدائمة. – معاناة الجهة ككل في قطاع الصحة حيث أن المستشفيات الكبرى المتوفرة على الويائل الطبية اللازمةتتواجد فقط على محور الرباط،الدار البيضاء. -في الجانب الثقافي نلاحظ غياب شبه كامل للمسارح و المكتبات الكبرى مع اقتصار تنظيم التظاهرات الكبرى في الرباط، الدار البيضاء و فاس. إذن كما لاحظنا أن الجهة لم تحقق لحد الان ما كان يسعى اليه مشروع الجهوية المتقدمة رغم مرور عدة سنوات على إقراره بانعدام بعض القطاعات و عدم التوازن في أخرى ! و بالتالي هل سيظل هذا المشروع حبيس أفكار و حبرا على ورق ليس إلا ؟ أم أن للمستقبل رأي ٱخر ؟

Loading...