محمد بنعبود.. إذا استمر حال المقبرة الإسلامية بتطوان على ما هو عليه سنطلب زيارة ملكية إليها

نشر الدكتور محمد بنعبود عبر حسابه بالفيس بوك يوم الثلاثاء 28 ماي 2019 رسالة موجه لرئيس المجلس الجماعي بتطوان محمد ادعمار تخص وضعية المقبرة الإسلامية بتطوان والحالة التي أصبحت عليها ، فيما يلي نص رسالة :

إلى حضرة الدكتور محمد إدعمار.
تحية طيبة وبعد.
سألخص لسيادتكم موقفي فيما يخص قضية المقبرة الإسلامية الكبرى، حتى نخلق حوارا بناءا إن كان ذلك ممكنا وأطلب من الله أن يكون كذلك.
لقد تدخلت جمعية تطاون أسمير في المقبرة الإسلامية لمدة ثمانية سنوات تم خلالها تنفيذ خطة مدروسة بتنسيق مع جماعتكم. وتم إنجاز ما يلي خلال هذه المدة بناءا على المقاييس التالية :
1. بناء شبكة من الممرات عبر مساحة المقبرة الكبرى طولها 5 كيلومترات. تم بناء جزء من هذه الممرات بالقطع الإسمنتية التي بقيت بعد تجديد شوارع المدينة العتيقة، واعتمدنا الحجر المتوفر في المقبرة نفسها لبناء الجزء الثاني من الممرات.وكان اعتماد هذه المواد إيجابيا من الناحية الاقتصادية ومن حيث المحافظة على البيئة كما كان له مفعول إيجابي لأن الهدف منه هو ربط الأحياء المطلة على المقبرة الإسلامية وتنشيط حركة الراجلين عبر المقبرة مع بعضها كما أدى ذلك إلى تحسين وضعية الأمن في المقبرة وكان إختيارنا لبناء هذه الشبكة من الممرات هو مساعدة الراجلين في إنتقالهم من حي إلى آخر عبر المقبرة ويتعلق الأمر بحي زيانة والطويلع والبربوري وجبل درسة والطالعة وباب وباب المقابر وباب الجياف. وهذا ماحصل خلال مدة تدخلنا في المقبرة لذلك فإن خطة سد الممرات وبناء الأسوار أدت إلى نتائج سلبية ويجب مراجعتها.
2. اقترحنا أن يكون التدخل خاص بكل منطقة من المقبرة. أما الجهة العليا المطلة على مرتين وكابو نيغرو والمحيطة بحي البربوري وهي جبل درسة وهي منطقة وعرة فالأنسب هو إعتبارها نزة للمقبرة تستفيد منها ساكنة البربوري وجبل درسة لذلك كان تدخلنا مبني على بناء الساحات العمومية وبناء الكراسي من الحجر بجانب الممرات علاوة على الحفاظ على نبت العزف نظرا لدوره ضد التعرية. وعلاوة على كل هذا تدخلنا لترميم بعض أضرحة التاريخية في المقبرة حفاظا عليها من الاندثار.

هناك أشياء خارجة عن إمكانياتنا كالإنارة أو ضمانة الأمن لم نقم بها. وأعتقد أن الأمن في جميع أنحاء المقبرة من الأولويات التي يجب على الجماعة ضمانها، خصوصا إذا تم التعاون بجدية بين الجماعة و جمعيتنا.
وسبق لنا الإتفاق معكم على مشروع في إطار شراكة ولكن ذلك لم يتم لأسباب لم نفهمها جيدا وقد يكون تفعيل هذه الشراكة هو الحل الأنسب في المستقبل.
سيدي الرئيس، إنني أرى مشكل المقبرة الإسلامية كما يلي:
1. إن استطاعت الجماعة أن تجد حلا لمشاكل المقبرة فهذا ما نتمناه. وإن أراد أن تتعاون مع جمعيتنا فأهلا وسهلا. ولكن لا يمكن لنا أن نسكت على الوضعية الراهنة للمقبرة والصور التي نشرتها في حسابي على الفايسبوك تؤكد ذلك. كما أنه من واجبكم سيدي الرئيس أن تتحركوا معنا لمعالجة هذا المشكل لقد تكلمنا بما فيه الكفاية ويجب الآن أن نتحرك بفعالية أكثر. لا أرى ضرورة في اللجوء إلى السيد العامل ولا إلى السيد العامل ولا إلى السيد الوالي ولا لجلالة الملك لمعالجة هذه القضية، بل إن من نحتاج إليه هو استجابتكم لمطلب جمعيتنا الذي يعود تاريخه إلى عقد من الزمن وهو مشكل يمكن التغلب عليه في بضعة شهور. وإن استمر الحال كما هو فلنطلب زيارة ملكية إلى مقبرتنا الإسلامية ليطلع جلالة الملك على وضعيتها. ولكن من العار عليكم وعلينا أن نترك تدهور الأوضاع إلى هذه الدرجة. تقبل الله صيامكم ولنتوكل على الله جميعا في حل مشاكل مقبرتنا.
سيدي الرئيس، إنني لا أستطيع أن أصل إلى قبر والدتي رحمها الله بسبب إن المقبرة الإسلامية تهم جميع المسلمين مهما كانت مناصبهم الإدارية أو انتمائهم الحزبي والسياسي. ولذلك لجأنا إلى سيادتمكم لنتعاون على مشروع ترميم المقبرة وصيانتها. وبإمكاننا أن نقدم بذلك نموذجا للتدخل في المقابر الإسلامية لأن مشكل تدبير المقابر هو مشكل عويص على المستوى الوطني. والذي أقلقني تراجع أوضاع المقبرة كثيرا لما زرتها منذ أيام ومن سأنها أن تقلق أي مسلم وأي إنسان. لذلك نقترح عليكم عقد اجتماع اللجنة المشتركة بين جمعية تطاون أسمير مع جماعة تطوان الحظرية لوضع خطة جديدة لتنفيذ اقتراحات اللجنة .

تطوان
28 ماي 2019

Loading...