عن AHDATH.INFO-مصطفى العباسي؛ 25 أكتوبر 2019
أصبح سكان حي ساحل الزيتون ببليونش، يشعرون كما لو أنهم في سجن كبير، بعد إقدام السلطات بالمنطقة على إحداث بوابة كبيرة وتسييج محيط الحي، المتواجد في آخر نقطة على مشارف الشاطئ، بدعوى محاربة الهجرة السرية، حيث تحول الحي لسجن حقيقي بالنسبة لساكنته، الذين يضطرون للدخول مبكرا حتى لا تغلق الأبواب في وجههم، ناهيك عن كونهم محرومين من حرية التجول.
أهالي المنطقة، حوالي 80 أسرة، وجهت رسالة للسلطات، تطالبهم فيها، بمنحهم حريتهم في التنقل، والجلوس معا للبحث عن سبل وطرق لحل المشكل القائم، خاصة وأن المواطنين هناك أصبحوا يشعرون، كما لو أن جهات ما تضغط لأجل تهجيرهم من حيهم ومن منطقتهم.
وأوضحت مصادر من عين المكان، وهو نفسه ما عاينته “أحداث أنفو”، إقدام السلطات على تسييج الحي، ووضع بوابة حديدية كبيرة، أشبه ببوابة السجن عند مدخله، إضافة لأسلاك شائكة ومتاريس على طول الشاطئ. بهدف محاربة الهجرة السرية، بحكم عبور عدد من الأفارقة جنوب الصحراء أساسا، انطلاقا من الحي المذكور.

وما يحتج عليه أكثر سكان الحي، هو إغلاق تلك البوابة في وقت مبكر، حيث يعمد عناصر القوات المساعدة المتواجدين هناك، لإغلاقه في فترة ما بعد غروب الشمس مباشرة، أي في وقت مبكر، وهو ما يجعل السكان في سجن، بين من هو في الداخل ويريد الخروج، ومن هو في الخارج ويريد الدخول. إذ يصبح هؤلاء محرجين، ومضطرين للبحث عمن يفتح لهم الباب، بل منهم من قال أنه ينتظر وقتا يصل حتى نصف ساعة، قبل أن يفتح الباب في وجهه.

البوابة الحديدية والسياجات، عزلت الحي كليا، وأصبح كجزيرة، أو مستعمرة، تماما كما يحدث في بعض مناطق النزاع، وفق رواية السكان، إذ عليهم أحيانا التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم من وراء السياجات الحديدية والأسلاك الشائكة. بل منع الكثيرون من التوجه للمسجد لأداء صلاة العشاء والفجر بسبب تلك الإجراءات. إذ تغلق الأبواب من فترة ما بعد المغرب حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا, وهو ما يجعل الدخول والخروج على طول هاته الفترة صعب للغاية.

وضع شاذ جدا يعيشه الحي المذكور، فإضافة للعزلة والحصار الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة، بنضاف لهؤلاء هذا الحصار الغريب، حيث يعيشون وسط سجن كبير، لا حق لهم في الحركة، خلال 12 ساعة، الممتدة من 8 ليلا حتى 8 صباحا. وهو ما دفع لاحتجاجات قد تخرج قريبا للشارع، في حال استمر تعنت السلطات هناك، وفي حال عدم البحث عن حلول للسكان.
بالمقابل عبر جل السكان، في عرائضهم ورسائلهم، استعدادهم للمساعدة في محاربة الهجرة السرية، وأنهم كانوا دائما داعمين للسلطات ومعينين لها، في هذا الأمر. وأنهم لازالوا كذلك مستعدين للعمل لأجل ذلك.