يحضر الكاتب والسيناريست حسن لعروس ضمن فعاليات معرض الكتاب بطبعة ثانية مزيدة ومنقحة لكتابه “المدينة القديمة بالدار البيضاء.. ذاكرة وتراث” بدعم من وزارة الثقافة.
الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى، عن منشورات مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالبيضاء، سيكون متوفرا في رواق “دار الثقافة”.
ويتميز الكتاب، حسب كلمة للباحث عبد العزيز قراقي، بأنه شهادة شخص ولد في فضاء المدينة القديمة، وعاش فيه لأكثر من ثمانين سنة، فنقل إلى القارئ ما علق بالذاكرة من أحداث وسلوكات وممارسات، بأسلوب يجعل القارئ يشعر وكأنه يقرأ قصة بداية مدينة الدار البيضاء،”.
ويضيف قراقي “الكتاب وثيقة تاريخية هامة قد تساعد على فهم الكثير من الأمور التي لم يعد الناس يطرحون حولها تساؤلاتهم، ولكنهم في حاجة لمعرفتها ليتصالحوا مع ذواتهم، فهو يذكرنا بأحداث 1907 الأليمة بكل ما حملته من جروح عميقة، جعلت سكان المدينة القديمة يناصبون العداء المستمر للمستعمر، ويتصدرون لوائح الشهداء، ولكن يقدم في الوقت نفسه بشكل موضوعي يترك الحكم للقارئ بعض الأحداث التي راح ضحيتها أناس أبرياء.
أما المهتم بالأنتربولوجيا في البيضاء فلا غنى له عن هذا الكتاب، حيث سيتعرف على كل العادات والتقاليد والطقوس التي سادت وما زال الكثير منها، وقد يجد مادة تصلح لتفكيك ثقافة “بيضاوة”، بينما سيجد فيه الرياضيون أجوبة شافية حول البدايات الأولى لممارسة كرة القدم بالبيضاء بالإضافة إلى تاريخ الوداد البيضاوي، وعلاقة الأب جيكو مؤسس الرجاء بذلك.
كما سيعرفون من خلاله الملاكمين الكبار من مسلمين ويهود الذين تنافسوا على مختلف الألقاب.وإذا عرفت جهة الشاوية على مستوى الأغنية الشعبية بالعيطة المرساوية، فالكاتب حسن لعروس يقدم لنا نجومها الذين عاشوا بالمدينة القديمة و نسي الناس الكثير منهم، ممن لم يصلوا إلى شهرة بوشعيب البيضاوي والماريشال قيبو، مثل الشيخة “راضية”.
وحاول لعروس من خلال كتابه تحدي النسيان ونقل كل ما عاشه في فضاء المدينة القديمة، متقاسما إياه مع الآخرين، داعيا من خلال ذلك كل الباحثين والمهتمين إلى تعميق التفكير في هذه الثقافة التي لم تبق حكرا على “بيضاوة” بل أصبحت ملكا لكل المغاربة، إن الكتاب بقدر ما هو توقف عند ثقافة مدينة هو رصد لكيفية تثاقف الحضارات.