عيد الكتاب بتطوان يحتفي بالأمازيغية ويُبهر الناشئة بجمالية “تيفيناغ”
صدى تطوان
في قلب مدينة تطوان، وضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمعرض “عيد الكتاب”، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – عبر مديريتها الإقليمية بتطوان والمديرية الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وبتعاون مع مختلف الشركاء المؤسساتيين، سطع نجم اللغة والثقافة الأمازيغيتين في سماء هذا الحدث الثقافي المتميز.
فإلى جانب تخصيص جناح خاص يعرض أحدث الإصدارات والكتب الأمازيغية، شهد المعرض تنظيم ورشة فنية فريدة من نوعها، استهدفت تعريف الأجيال الصاعدة بجمالية حروف “تيفيناغ” وتحفيزهم على التعبير الفني من خلالها.
وقد استضافت ساحة مسرح العمالة، يوم الخميس 10 أبريل 2025، هذه الورشة المتميزة التي استقطبت تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة. تحت إشراف الأستاذ المقتدر خالد شاحوت، انطلق الأطفال في رحلة استكشاف سحر حروف “تيفيناغ”، يتعلمون كتابتها ورسمها بأسلوب فني يعكس إبداعاتهم الطفولية.
وقد شهدت الورشة تفاعلاً وحماساً كبيرين من قبل المشاركين الصغار، الذين أظهروا شغفاً لافتاً بتعلم هذه الحروف العريقة. وبرز بشكل خاص أداء تلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة، الذين أبانوا عن قدرة استثنائية في استيعاب وكتابة وقراءة “تيفيناغ” بسرعة فائقة، بالإضافة إلى إبداعهم في دمج هذه الحروف في رسومات فنية تعكس غنى الموروث الثقافي الأمازيغي.
ويعكس هذا الاهتمام باللغة والثقافة الأمازيغيتين ضمن فعاليات “عيد الكتاب” بتطوان، التوجه الاستراتيجي للمعرض نحو تعزيز التعدد الثقافي واللغوي في المملكة المغربية. كما يجسد الاحتفاء بالمكون الأمازيغي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية الغنية والمتنوعة.
وتهدف هذه المبادرة القيمة إلى ترسيخ الوعي الثقافي لدى النشء الجديد، وتشجيعهم على اكتشاف ثراء وتنوع الثقافة المغربية بكل مكوناتها. كما تسعى إلى فتح آفاق أوسع أمامهم للتعبير عن ذواتهم وإبداعاتهم بلغاتهم وهوياتهم المتعددة، في إطار من الانفتاح والتسامح.
من خلال هذه الورشة المتميزة، يؤكد معرض “عيد الكتاب” بتطوان على مكانته كفضاء ثقافي منفتح على كافة مكونات الهوية المغربية، ويبرز الأهمية القصوى لإدماج اللغة الأمازيغية في مختلف الأنشطة الثقافية والتربوية والحياة العامة. إنها خطوة هامة نحو بناء مجتمع مغربي يعتز بتعدده ويحتفي باختلافه، ويؤمن بأن التنوع هو مصدر قوة ووحدة.
