البحث على الله في الشوارع أو من الجهل ما قتل

الذين خرجوا يجوبون بعض شوارع بعض المدن ، في أوج الحظر الذي لا بديل له ولا عنه، خرجوا و كأنهم – من جهل وجهل بهذا الجهل- ، يبحثون على الله ليرفعوا إلى جلال ربوبيته الدعاء لرفع البلاء و الوباء..

هؤلاء الذين نسوا ،- من جهلهم- أن الله معهم في كل حين وحيز، وأن الله الذي خرجوا ليلا يتضرعون إليه، هو الله الحق الذي حرم إلقاء النفس إلى التهلكة، وأنه تعالى حرم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

وأي حق أخرج هؤلاء ليلقوا بأنفسهم بين أشد مخالب الفيروس ضراوة، أي الاختلاط والاحتكاك في غياب أي إجراء أو تدبير احترازي.

هؤلاء الذين خرجوا يبحثون على الله الذي ليس كمثله أحد، قد يكون الكثير منهم لا يؤدون فريضة الصلاة، ومع ذلك قد خرجوا ليلا يهللون ويكبرون، في خطوة بئيسة نحو انتحار جماعي بطيء.
حقا إن الجهل يفعل بصاحبه ما يفعل العدو بعدوه، ولا شك أن فيروس كورونا الآن في أبهى أوقاته، فقد وجد مساكن جديدة تأويه و تنشره في آن واحد، وبدون هاته الأجساد الجديدة كان بالإمكان أن ينتحر الفيروس كما يفعل النسر حين لا يقوى على البقاء.

هؤلاء الذين خرجوا فليعلموا أنهم، قد تحدوا الله تعالى بخروجهم هذا قبل أن يتحدوا،( بالدال المشددة) إرادة وقرار وتدابير أمة كاملة.

الله المجيب الرحيم، غني على خروجكم، وهو سبحانه وجل جلاله الذي ربط اللجوء إلى قدرته عند الابتلاء والضيق ، بدون أي شرط، لا في الزمان ولا في المكان، فلنا أن نتوجه إلى الله خفية ، نعم خفية.

كان من باب أولى، و من باب درء المفاسد أن تظلوا في بيوتكم ترفعون أكف الضراعة إلى العلي القدير، بدل أن ترفعوها في الشوارع بدون قفازات واقية- على الأقل- و ها أنتم قد عدتم إلى بيوتكم تحملون من الرأس إلى أسفل القدمين الكثير من ذاك الذي خرجتم للقضاء عليه بخرق الحظر.

ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به.

بقلم :المسرحي الإعلامي الباحث في الفنون التراثية
عبد المجيد فنيش.
سلا يوم 22 مارس 2020

Loading...