صدى تطوان
مع استمرار تفشي وباء “كورونا” في مختلف أرجاء بلدان المعمور، وتعطل كثير من القطاعات، وما تخلفه من أضرار يبحث الجميع أن يخرج منها بأقل الخسائر، قطاع الرياضة هو الآخر أصيب من جراء شلل جميع أنشطته…
وإذا كانت الدول الأوروبية، تعرف هلاكا لضحايا بالآلاف بسبب هذا الفيروس، فإنه على الرغم من ذلك فإن القطاع الرياضي يجتهد المسؤولون عنه لوضع تصورات لاستئناف المواسم الكروية بها، حيث يظهر أن الاستئناف وارد، لكن بقيود ستكون صارمة حفاظا على صحة وسلامة الرياضيين، الذين تفهموا تداعيات هذه الأزمة، وقاموا بمبادرات تضامنية أو من خلال قبول بعضهم تخفيض أجورهم، والأمر أيضا يقوم به بعض الرياضيين بالمغرب من جانب التبرع…
وفي سياق البث في مستقبل البطولات أقدم الاتحاد البلجيكي بإعلان نادي بروج فائزا بالبطولة قبل أوانها، وهو ما جعل جهاز “يويفا ” أن يتحفظ على قرار الجامعة البلجيكية، التي قد تحرم من المنافسات الأوروبية على اعتبار أن خطوتها هاته غير مقبولة، واتسمت بالأحادية.
عندنا في المغرب ومنذ أن أعلن عن توقيف مختلف البطولات الوطنية، يسود صمت حول استئناف نشاط هذه البطولات، فباستثناء ما نشرته جامعة كرة القدم من برامج للتغذية والتحضير البدني لفائدة الفرق، وحتى للحكام، فإن باقي الجامعات لا تصل منها أخبار عن كيفية عودة الروح إلى أنشطتها، حيث عم شلل مواقعها الإلكترونية كما أن هذا الشح في أخبار الجامعات، هو ما نراه أيضا عند الفرق، وفي كيفية تدبيرها لهذه الأزمة تزامنا مع التحضيرات التي يقوم بها اللاعبون، وهم يطبقون الحجر الصحي أسوة بباقي المواطنين، مع التذكير في هذا الشأن أهمية توفر الممارس (المحترف) على بعض الأجهزة الرياضية داخل سكناه بالنظر إلى أنها تدخل من ضروريات الرياضي (المحترف)، الذي لا تعوزه شراء أدوات رياضية غير مكلفة، فيما جهزت فرق لاعبيها بهذه المعدات…
الحديث بتفصيل عن كرة القدم، وهي الرياضة الأولى شعبية لا يغنينا التأكيد أن باقي الرياضات هي الأخرى لا ينبغي أن تشل حركيتها بالمرة، فالنقاش مطلوب أن يصاحب هذه الظرفية الطارئة، وتوضع فرضيات عن استئناف مختلف البطولات لنشاطها، وهي التي كانت قد قطعت أكثر من ثلثي دوراتها من المباريات.
رياضة وحيدة قد يكون مصيرها محسوما، وهي كرة السلة، التي كانت بصدد عودة الحرارة إلى مدرجاتها بعد أن تم تعيين لجنة مؤقتة ثانية من أجل التأسيس لعملية انتخاب مكتب جامعي جديد وبداية البطولة، غير أن ما وقع في هذه الأسابيع من انتشار سريع لوباء “كورونا”، وهو يسقط الأرواح، والصعوبة، التي قد تواجه عودة عجلات بطولة كرة القدم وكرة اليد وكرة الطائرة إلى الدوران، فإن كرة السلة أصبح مآلها، شبه محسوم في إن تدخل عامها الثاني وهي في شلل، وهو ما سيزيد من أعطاب هذه الرياضة، وسيتراجع مستواها، وهذا كله جرى بسبب دخول ما يسمى ب “أسرة كرة السلة ” في صراعات ومنذ مواسم، جعلها تصل إلى هذه المحطة المأساوية.
المشهد الرياضي يلفه ضباب، والصمت الطويل من طرف مدبري الشأن الرياضي عما يمكن أن يحدث للرياضات الجماعية مع التنصيص على القول بأولوية السلامة الصحية والتمسك بالحياة والصبر والايمان كعناصر أمل في أن يعم كوننا وبلدنا عافيته المعهودة، بيد أن هذا لا يعفي الجامعات من التواصل مع الفرق لمعرفة السبل، التي تصب في عودة النشاط الرياضي إلى سكته وإن بلباس غير ناصع.
عودة الروح إلى قطاع الرياضة لن يساهم فيه إلا الجميع باتباع الإجراءات والاحتياطات التي ترسمها الجهات الوصية على أمن المواطن، إذ كلما تم احترام شعار “الزم دارك”، والتجاوب مع دعوات المسؤولين، الذين يبذلون جهودا مضنية منذ أسابيع، واحتراما لمن هم في الصفوف الأولى لايقاف هذه الجائحة، وعدم الاستخفاف بتطور عدد الإصابات بفيروس “كورونا”، إلا وستتطور أوضاعنا نحو الأحسن، وهذا ما ينشده كل غيور على الأمن الصحي لهذا الوطن بعيدا عن أية مزايدات، أو تمرير مغالطات عبر الفضاء الرقمي، الذي أطلق أحد الإعلاميين ما ينتجه البعض فيه بمثابة “دجل إعلامي” بالمقابل، لابد من التنويه بابتكارات الشباب، والمغرب يحاصر جائحة “كورونا”، وهذه صورة مشرقة، وهي التي يبقى يذكرها التاريخ…