يوسف خليل السباعي: عيون رمادية!

بقلم: يوسف خليل السباعي.

عندما نفتح أعيننا على شساعتها، لايعني هذا أننا نرى ما يوجد أمامنا من أشياء أو كائنات، إننا بفتح الأعين، نستحضر الوعي، وهذا ما ينقصنا.

إننا، وبكلمة واحدة، نفتح أرواحنا لنستمر في الحياة، لكن عيون هذه المرأة الرمادية المتسعة فيها لمسات من الحزن. إنها عيون رمادية.

الحزن هنا يأتي ليس من العيون، ولكن بوضع الأيدي على الخدود كما لو أنها ( أي المرأة) تخبأ عنا جزءا من وجهها، وخدود المرأة لينة، وفيها نداء.

النداء هنا مخبوء، لا نفس فيه، ولا صوت.

أتذكر لوحات موديغلياني… كان هذا الفنان لا يبرز عيون المرأة إلا قليلا، بل وحتى حبببته، لم يكن يبرز في اللوحة عيونها، وقبل أن تصعد روح هذا الفنان إلى السماء رسم لوحة لحبيبة عمره بعيون مفتوحة، زارعا فيها الروح.

إن العيون المفتوحة أرواح، لكنها في لوحتنا هذه رمادية.

Loading...