يوسف خليل السباعي
عندما كنت أنشر في الصحافة الورقية بعض الأخبار عن ماكان يحدث أمامي من وقائع، كماهوحال” سقوط الوزانية” بعد سكرها الطافح، أو ماجرى بأحد أحياء المدينة العتيقة، حيث نام الحاوي، وفمه مفتوح بعد أن أفرغ في جوفه زجاجة خمر بتمامها، وترك الأفاعي تخرج من الصندوق، بعدمانسى، تاركا ثقبا منه مفتوح، ولتتجول في منازل بعض السكان، أو غيرذلك من الأخبار، كان البعض يضحكون، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن ذلك يدخل في مايسمى بصحافة القرب.
في إسبانيا، إذا ماتت قطة لجار أو جارة في عمارة سكنية كانوا يكتبون عنها. أما البعض عندنا كانوا يضحكون، ولكنهم لايعرفون أن ضحكهم قد أجعل منه، بحكم تجربتي الصحفية، خبرا.
وبمزاح قلت لهم:” لكم الحق في الضحك لأنكم تعيشون في هذا العصر، وهذا شيء ممتاز، أما لوكنتم تعيشون في العصر القروسطي، وضحكتم، فإنهم سينعتونكم بالشياطين. والآن، لكم الحق في الضحك!”.