يوسف خليل السباعي
أجد نفسي تائها بين هذه الصور التي تعود إلى الزمن الماضي. لحظات تمضي كالزئبق من عمري، ولاأراها، ولاأقدر أن أمسكها. دائما ثمة شيء مايتبقى من عمر الإنسان، لايقدر على الإمساك به، لكن الصور توثق للحظة من الزمن في تعاقب العمر.
الصور ثابتة. ميتة كما لو لم أكن هناك قط. وأنا أكتب عن هذه الصور تضحك مني وعلي ذاكرتي.
أين أنا الآن من كل هذا الماضي الدفين.؟!…هاهي حكمة عبد الكريم غلاب تنبجس من ثنيات روايته” دفنا الماضي”.
عبد الكريم غلاب رحمة الله عليه مدير جريدة “العلم” الذي هنأني ببطاقة بريدية ذات يوم على مراسلاتي للجريدة كمافعل محمد العربي المساري رحمة الله عليه هو الآخر.
أين نحن الآن من هؤلاء الرجال؟!… لكن هؤلاء قالوا كلمتهم ورحلوا. لاشيء يمكث في هذه الأرض. كل شيء يختفي.
وأنا في الصورة مع كؤوس فارغة في مطعم إسباني، وكأس في المائدة نائم على وجهه، وأنا أنتظر… كمالوأن العمر كأس فارغ، أو كأس نائم على وجهه. وفي صورة أيضا، أنا الواقف أمام كافتريا في إسبانيا أوثق لحدث غائب.
ومع كل هذا، ما أجمل أن تحتفي بك أنت الماثل في الصور جمعية تطاون أسمير ذات وقت على جهد لم أعد أتذكره، وليس أجمل من أن أنسى بعد التذكر.
هكذا الأيام!