بقلم: رضا الحضري.
بدأت هذه اللعبة بعد وعد بلفور 1917 مرورا بسقوط الدولة العثمانية 1924 وسقوط جدار برلين وانهيار ما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي 1991 وسقوط جدار برلين.
كان العالم خلال هذه السنوات والعقود من الزمن ينظر الى هذه الاحداث على انها مجرد احداث سياسية لا تربطها علاقة مفهومة.
ولكن هذه اللعبة بدأت تعلن أمام انظار العالم خصوصا بعد انتشار القنوات الفضائية التي ساهمت في بداية الأمر في ايصال المعلومات والوقائع من جهة _ ومن جهة أخرى _ سمحت للمتلقين تحليل هذه الوقائع والأحداث خصوصا بعد غزو العراق سنة 2003. حيث طفا على السطح الولايات المتحدة الأميريكية باعتبارها القوة الأكبر في العالم عسكريا واقتصاديا. حتى أن الدب الروسي لم يعد له ذلك التأثير خاصة بعد خسارتها في الحرب الباردة.
بدأت امريكا تفرض سيطرتها على دول العالم اقتصاديا تارة وعسكريا تارة. وذلك عبر مايسمى فرض العقوبات على بعض الدول التي قد تحظى بتقدم في هذين القطاعين كإيران وتركيا.. أو قد تغزو دولا بعينها بذريعة الحرب على الارهاب كالعراق وأفغانستان…
لكن مع اتساع رقعة الانترنيت وبالتالي انتشار وسائل التواصل لم يعد من الممكن كما كان سابقا ان نتقبل تلك الذرائع البدائية التي كانت تستخدمها الدولة القوية لتغطية اطماعها في السيطرة على العالم. فأصبح من البديهي أن يتطور مستوى level اللعبة إلى مستويات أكبر.
إن ما نعيشه اليوم من “إرهاب كورونا” يعد مستوى أكبر من “هذه اللعبة الكبيرة” التي _ رضينا ام لم نرض _ نعيشها ونتعايش معها ونساهم بقسط كبير في ترسيخ معالمها. قد بدأت فعليا بحرب الفيروسات (الحرب البيولوجية الجديدة): انفلوانزا الطيور سنة 2003 وانفلوانزا الخنازير سنة 2010. وايبولا سنة 2014. ومع انتهاء سنة 2019 وبداية 2020 يعرف العالم جائحة كورونا التي ارعبت العالم واستطاعت ان تحصد الى حد كتابة هذا المقال مايقارب من نصف مليون متوف. وستة آلاف مصاب حول العالم.
الغريب في الأمر انه في زمن تدفق المعلومات ما زال العالم تائها في الوصول الى حقيقة هذا الفيروس. ومنذ بداية انتشار هذا الوباء نعيش تضاربا في الأخبار. رغم أننا _ سكان العالم _ نعيش حالة من الهلع. إلا أننا في كل مرة نتلقف معلومة تفند معلومة. بين من يقول بان هذا الفيروس قد يقضي على نصف سكان الارض ومن يدعي بان هذا الفيروس ليس حقيقيا.
ترى ما هو المستوى القادم من هذه اللعبة؟