بقلم ؛يوسف خليل السباعي
كان درج إذاعة تطوان الجهوية الكائن بشارع محمد الخامس بتطوان، وبجواره المكتبة العامة والمحفوظات، وقبالته مقهى الزهراء بتطوان، وبنايات أخرى، وعلى مرمى بصر، توجد نافورة تطوان، والكنيسة الإسبانية، وبكاميرا من الخلف، توجد القنصلية الإسبانية، وهناك أيضا محل العلوي للباس الذي تحول إلى محل لميديتيل، ثم أختها في الرضاعة أورنج، وبكاميرا من الأمام هناك مكتبة ألكراس، ولا أريد أن أرفرف حتى عمارة الطير، الذي هو إنسان بأجنحة… لأعود إلى الدرج حيث الصعود، ليس إلى المريخ، ولكن إلى الإذاعة، حيث كنت ألتقي ببعض الزملاء الصحفيين، ومن ضمنهم عبد المجيد الورداني في مكتبه، وأول استقبال الورداني لي كان هو الابتسامة المرسومة على محياه، وهكذا كنا نتحاور في أشياء قد يكون لها علاقة بعالم الصحافة الشاسع، أو بأشياء مختلفة ومتنوعة، ولايمكن لك سوى أن ترتاح للحديث مع عبد المجيد الورداني الذي استضافني أكثر من مرة في استجواب إذاعي على محطة راديو تطوان، أو حتى لاينزعج أحد، إذاعة تطوان الجهوية التي كان العمل الإذاعي بها لايتطلب من الصحفي الصبر فحسب، وإنما المثابرة، والجد، والتعرق، والالتزام، وأحيانا الانضباط، وهو أمر مقلق للصحفي الإذاعي.
لم يكن لعبد المجيد الورداني علاقة بالراديو، آه… عفوا، الإذاعة، لأنه، كان محشورا في ضفاف الصحافة الورقية، فهو رجل المكتوب الذي تحول إلى راديو، وهكذا كان الانتقال من القلم إلى الميكروفون.
أتذكر في لقاءاتي الإذاعية مع عبد المجيد الورداني كان يحضر الحوار، والكلام، ولكن ملحقات أخرى، من بينها، بدهيا، الميكروفون.
عبد المجيد الورداني هو الآن ليس إلا صوت يخرج من الراديو، ولكننا لانراه، بل نسمعه وكأن صوته خارج من مغارة العملاق.