يوسف خليل السباعي
بكل صراحة، أتابع ماتنشره وكالة المغرب العربي للأنباء من أخبار وحوارات وفيديوهات، ولكن لدي ملاحظة بسيطة أوجهها لمدير الوكالة: إذا أمكن حذف بعض مايرد من نعوت قبل الإسم كمولاي، والسيد والدكتور وغير ذلك. إن الإكتفاء بالإسم الشخصي والعائلي كاف، وبلا زيادة.
وللسجل التاريخي والإعلامي والصحفي، ألاحظ، من خلال المتابعة والقراءة المتتالية للصحف الأجنبية، وما يكتب في صحفهم، وحتى قنواتهم، المختلفة، والمتطورة إعلاميا، وتكنولوجيا، لانجد لا مولاي ولا السيد، ولا الدكتور.
فلا نقرأ ولانسمع، مثلا، مولاي دونالد ترامب، ولا السيد جو بايدن، ولا السيدة نانسي بيلوسي، ولا أي شيء من هذا القبيل.
فالصحافة لم تعد تحتمل مثل هذه النعوت اليوم، إننا نحتاج إلى صحافة وإعلام خال من هذه النعوت التي هي زائدة، ومقحمة، والأهم من كل هذا، نريد صحافة تنقل المعلومات دون إعلاء من شأن أحد، وصحافة تراعي حرية التعبير وتدافع عنها، وتحترم أخلاقيات المهنة.
والحقيقة أن وكالة المغرب العربي للأنباء، تزودنا بأخبار ومعلومات لها طرقها في الوصول إليها لتنوير الرأي العام، لانطلب منها، وهي التي تحمل تاريخا إعلاميا، وأرشيفا ضخما، منذ البدايات الأولى، واستطاعت أن تصبح أكثر انفتاحا من قبل، ومتطورة، وتغطي إعلاميا كل الأنحاء، إلا أن تجعل من عملها الصحفي الحقيقي أن لا يقتصر على تقديم الأخبار والمعلومات، وإنما أن تدبر وجهات النظر المختلفة في المجتمع، وأن تنفتح على الرأي الآخر، لأنه، بهذا، وهذا وحده، يمكن أن تعبر عن صحافة ذات أوجه متعددة، ولا تظل حبيسة النظرة الأحادية المتصلبة، ولكن هذا لا يمنع من كون وكالة المغرب العربي للأنباء، ومع ذلك، تزودنا بالأخبار والمعلومات، وغيرها.