“لا أملس بين القنافذ”

غادة الصنهاجي

قد يكون الآخرون هم الجحيم على قول سارتر؛ لكنهم يعتبرون بعداً من أبعاد تعاطينا مع الوجود، على رأي هايدجر. من ثم، يجب أن نفكر جيدا قبل أن ننعزل عن الآخر، حتى لا نصبح مخلوقات بائسة أو نتصور أننا أعلى من البشر كما يرى أرسطو.

ومن يجب أن نتفق معه صراحة فيما يتعلق بآفة العلاقات هو شوبنهاور وتصوره عن التواصل مع الآخر، الذي يجب أن يتخذ حالة القنافذ في الليالي الباردة، ألا يقترب القنفذ بشوكه كثيرا فيؤذي ويتأذّى وألا يبتعد كثيرا فيلسعه البرد الشديد وأن يبقي على “مسافة السلامة”، وهذا سلوك درسه فرويد بعد ذلك وأسماه “معضلة القنفذ”..

ولأنه لا يمكن أن نمنع الكثير من القنافذ من أن تقترب منا كثيرا بشوكها، فقد يروق لنا أحيانا أن ننبهها إلى أننا أيضا من بني جلدتها ولدينا شوك وربما أحدّ وأشدّ، وبأننا نفضّل غرزه في من يستحق بدل الهروب إلى الصقيع.

Loading...