هل سمعتم بهذه القنبلة يا أهل مرتيل مهد الحضارة والتاريخ المجيد؟

كتب: يوسف بلحسن

أعلنت وزارة الداخلية الاثنين 13 يوليوز عن إعفاء عامل عمالة مقاطعة الدارالبيضاء انفا رشيد عفيرات من مهامه، وذلك بسبب سوء تدبيره لملف المحافظة على التراث التاريخي والمعماري.

ترى ما المصيبة الكبرى التي عجلت بطرد عامل كامل له ملف مهني ووظيفي كبير (وكان مديرا للتراث بوزارة الداخلية سابقا )؟.

ببساطة العامل قرر هدم فيلا “موفيليي” هناك، وهي معلمة تعود لسنة 1932…(فقط)

هل هذه الفيلا بقيمة وادي مرتين الذي يعود لعصور الفنيفيين والرومان وما قبلهم؟… هل هي بقيمة دار الديوانة بمرتيل للقرن 16؟ هل هذه الفيلا تساوي حبة رمل في قيمة التراث الإنساني والحضاري الذي أبيد ويباد كل ساعة على ضفاف الوادي ومينائه النهري المقبور (ثاني أكبر ميناء في البحر الأبيض المتوسط إبان قرون نهضته) وأكبر مركز تجاري في عهد الحماية، إلخ.

تاريخنا أكبر وأهم واولى وواجب حمايته، لأنه إرث للإنسانية ولبلدنا.

ولكن…الإخوة بالدار البيضاء وقفوا وقفة رجل واحد من أجل فيلا. وحققوا المراد. ولهذا نحن سعداء لهم.
ولكننا متألمون، تعيسون، لأننا كل يوم وفي إطار المجتمع المدني (لاطموحات سياسية ولا منفعية له ولا مصالح دنيوية له) نحمل تعب الملف من جيوبنا ورزق أولادنا للقاء المنتخبين والسلط والوزراء ورؤساء الفرق البرلمانية وبرلماني المنطقة والاحزاب وغيرها، ونطلب المرة تلو الأخرى لقاء المسؤولين الكبار بالعمالة والجهة والولاية.
وكل مرة نصفع ونصر ،ونصفع ونصر. ونصر، ولن نفقد الأمل في الله. وفي المسؤولين ببلدنا.

نحن نؤكد دائما أنه ليست لنا حسابات ولا نريد إلا الخير لكل مسؤول، بل نحن نعرض مساعدتنا لهم.

ونقول لهم اتقوا الله. فإنكم مخطئون وانكم تساهمون بصمتكم على التجاوزات والخروقات وباقراركم همجية التعدي على حرمة الوادي من طرف المجرمين.

قوموا بواجبكم ودافعوا معنا على تراث مملكتنا الشريفة واوقفوا الخروقات.

ولأصدقاء الدار البيضاء، نقول: لله دركم من شرفاء وطنيين يدافعون عن بلدهم وتراثه وبأمثالكم تحفظ قيمة الانسان واثره في التاريخ.

Loading...