اعتراف وإجلال برجل (حلي) المتوفى أحمد الخشين

حكيم شهبون

رجل سكن قلوب أهالي تطوان – صغار وكبار – منذ الستينات، حمله البحث عن خبزه اليومي إلى كل المدارس والشواطئ والأحياء الشعبية بإرادة وعزم و صبر في رحلة طويلة خلال الفصول الأربعة، لا يثنيه قر أو حر رافعا عكازه الملفوف ب (حلي) الأبيض الناصع المنمق بالزنجلال وفواح ماء الزهر يزيده إغراء واستطابا.

عاش الرجل مؤمنا بأن الحياة عمل و كدح و جهد، و أن لذة الخبز لا تأتي إلا من قوة الدراع و عرق الجبين، مؤمنا بأن حسن المعاملة مع مختلف الأعمار قيمة أخلاقية لها الأثر البالغ في أي عمل أو تجارة أو تبادل المنافع.

عرفته على هذا الحال منذ التحاقي بمدرسة ابن خلدون في أواسط الستينات وظللت وفيا ل (حلي) الرجل الرمز لكل الفضائل والقيم الإنسانية، وعرفت بناتي على مسيره الطويل وأصبحن معجبات به ينتظرنه كل صيف. وكم مازحته وأنا اتناول من يده (حلي) بسعادة وانتشاء.

قرأت بأسف وحزن خبر رحيله عبر صفحات ال”فيسبوك”، لكني شعرت بحدث الاعتراف و الإجلال الذي بادرت إليه جمعية ” متطوعون من أجل تطوان ” من خلال الحفل البهيج الذي نظمته إثر عودة الرجل من الحج المبرور.

يرحم الله الحاج أحمد الخشين و يكرم مأواه مع النبيئين والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا.

وداعا أيها الرمز الشامخ في ذاكرة تطوان.

Loading...