يوسف خليل السباعي
الصحفي الذكي لايتبنى ماينقله من معلومات وأخبار، بل ينقل المعلومات، فقط، ويترك التعليقات للآخرين. الصحفي دوره الأساسي هو التحري، والبحث عن المعلومات ونشرها، من دون أن يضيف لها من عنده شيء.
إننا اليوم لم نعد نعرف من هو الصحفي؟!… وماذا يفعل؟!… ولكننا نعرف الفرق بين الصحفي الذكي والصحفي الغبي.
ليس مطلوبا من الصحفي أن يكون له خيال أو تخييل، كأن يقول لنا مثلا إن امرأة كانت تمثالا وزرعت فيها الروح، فتحولت من امرأة تمثال إلى امرأة إنسان- امرأة حية. لن يصدقه أحد. ولكن مطلوب منه أن ينقل لنا حدثا في الواقع الفعلي، وقع هنا والآن، بلا ” عاجل”… لترك ” العاجل” ينتظر.
وفي حقيقة الأمر، إن الصحافة بحر شاسع من الأجناس، ومن أصعب أجناسها جنس ” التحقيق”، وهو يتطلب مهارة صحفية، وخبرة، وتدرب وتمرس، ووقت، وتدقيق في المعلومات والحقائق، واتصالات.
ونحن لانطلب من الصحفي أن يكون محققا، بل، أن يكون، فقط، باحثا عن المعلومات، وأن يعرف طريقه للوصول إليها، لا أن يزيف، ويتخيل، ويكذب، ويضلل القارئ.
إن الصحفي الذي يتمتع بذكاء خصب لايدخل في صراع مع أحد، ويكون محايدا، ولكن له الحق في حرية التعبير والتعليق والرأي، والاختلاف، وكتابة ” العمود” الذي هو، أيضا، جنس من الأجناس الصحفية.
هناك نموذج للصحفي الذكي، الذي لايعاتب، ولايبكي، ولايحني رأسه، ولايشتريه أحد، ولايكون كرة في يد أحد يتحكم فيها، ويلعب بها، ثم يقذفها في الاتجاه الذي يريده.
كان لدينا هذا النموذج للصحفي الذكي ممثلا في الكاتب والصحفي الكبير عبد الجبار السحيمي رحمه الله.