يوسف خليل السباعي
كان “كالبو” يدرس لنا مادة الفرنسية في الثانوية.
ماكان يميز هذا المدرس الفرنسي هو لباقته، أناقته، اعتناؤه الشديد بشكله ومظهره، ومايميزه أيضا هو فرنسيته الجيدة، كان يقوم بحركات تمثيلية أمام السبورة السوداء، وفي لحظات يقرأ كتابا لانعرف عنوانه.
كان يضبط التوقيت المدرسي على ساعته، وهو الذي كان له الفضل في دفعي لقراءة الروايات بالفرنسية، وهكذا قرأت بعض روايات فيكتور هيجو، بالزاك، ألبير كامو، سارتر.
عنماكان يمشي كان أشبه بالأيل، دقيق في حركاته، ملبسه، وكلامه.
ذات مساء، كنت أقرأ، في وقت فراغ، رواية “الخبز الحافي” لمحمد شكري بالعربية، كانت هذه الرواية آنذاك ممنوعة، فسألني: ماذا تقرأ!؟..، قلت له: “الخبز الحافي” لمحمد شكري، لم ينبس لحظتها، راح إلى مكتبه، ثم عاد وقال لي: Sebai سباعي، كان ينطقها هكذا: “استمر في القراءة”.
بعدها، وجدت نفسي تعلمت الكتابة!