بيني وبين أحمد عصيد بالمقلوب!

يوسف خليل السباعي

كتب عصيد: “اغتيال براءة طفل وحرمانه من حقه في الحياة جريمة نكراء في غاية البشاعة، واستنكار الجميع لها أمر طبيعي، وتعبئتنا من أجل ألا يتكرر هذا واجب وطني للدولة والمجتمع”. بعد الفاجعة أحبط رجال الشرطة محاولة اغتصاب طفل ثاني في طنجة، بمعنى أن هذه القضية خطيرة في المجتمع الذي أصبح متوحشا يا عصيد.

وكتب عصيد أيضا: “لكن بالمقابل إلحاح البعض على عقوبة الإعدام تحديدا يظهر مقدار رغبتهم في الانتقام والثأر عوض معاقبة المجرم”. ماهذا التبرير غير المنطقي، إنه خطاب الإيديولوجيا. والإيديولوجيا هي الفكرة من حيث سائدة كما يقول رولان بارت.

ثم كتب: “إن المجتمع ليس من مهامه نصب المشانق وإصدار الاحكام، بل هي مهمة القضاء، وإذا كان المغرب ما زال من الدول التي تقر حكم الإعدام (بدون أن تنفذه)، فقد آن الأوان لفتح نقاش أكثر جدية في هذا الموضوع، وكذا حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، وعلى الذين يتعجلون حكم الإعدام أن يعلموا بأن أكثر الدول تنفيذا له مثل إيران والصين والولايات المتحدة هي التي ما زالت تعرف أكبر نسب انتشار الجرائم الفظيعة، وهذا معناه أن الذين يطالبون بهذا الحكم لا يقصدون أكثر من التنفيس عن مقدار الغيظ والعنف الكامن في دواخلهم، والذي ليس حلا للمشكل الذي نواجهه”… وماهو المشكل الذي تواجهه يا عصيد؟! لم تقل لنا شيئا عنه؟!… الجرائم لاتوجد إلا في هذه الدول، ونحن ليس لدينا جرائم، رأي غير منطقي.

وماذا لو لم يحكم على هذا المجرم الوحش قاتل الطفل عدنان الضحية بعقوبة الإعدام، وحكم عليه بالمؤبد على أقل تقدير، ألن يرتكب جرما جنسيا داخل السجن؟!… ربما لاتعرف شيئا عن الواقع يا أخي…

والآن عصيد يحلل الظاهرة: “إن ظاهرة اختطاف الأطفال بغرض اغتصابهم ظاهرة ما فتئت تتزايد في الآونة الأخيرة، والصواب هو التفكير الجدّي في سبل الحدّ منها.

أما المواطنون الذين تسابقوا في التعبير عن رغبتهم في قتل المجرم والتمثيل بجثته في الفضاء العام، فهم لا يقلون وحشية عن الوحش الذي يريدون الثأر منه”. ماهذا الكلام؟! ولتقل لنا ماهو ” التفكير الجدي” وشكله ومحتواها، ولمن تخاطب؟! ليس كل القراء أغبياء. إن الوحشية هي الاغتصاب والقتل والدفن الحيواني البهيمي والعنف الهمجي الذي مورس على عدنان، ولم تشعر به، إن من يتحدث عن الوحشية ينبغي أن يعرف كيف يرسم تقاطيعها، وحكم الإعدام إذا نفذ وطبق، وهو مايجب أن يحكم به القضاء المغربي، هو العقوبة التي يستحقها الوحش، ولا داعي للمزايدات، واللصق في القشور يا أخي عصيد!
ونعم… نعم: تعازينا الحارة والصادقة لعائلة الطفل الفقيد.

Loading...