تحرير: أ. ح
لم تكن تداعيات كورونا وهي تتفشى في وسطنا قليلة السلبيات على مختلف القطاعات، حيث تضررت بسببها شرائح مختلفة من المجتمع. ومن جملة هذه القطاعات، المجال الرياضي، الذي توقف منذ إعلان حالة الطوارئ بالمغرب. ولازالت جل البطولات متوقفة باستثناء بطولة كرة القدم، التي عادت بجميع أقسامها في خطوة عدت جريئة، بعد أن فضلت عدد من الدول إنهاء موسمها بما فيها بطولات أوروبية كبيرة.
وهكذا عادت الكرة تتدحرج في الملاعب بين أرجل اللاعبين وبتأطير من الأطقم التقنية، التي تجلس على دكة الاحتياط فيما المدرجات فارغة من الجماهير كاحتراس من تفشي وباء كورونا. الجسم الصحافي وباستثناء القناة الرياضية والإذاعية الوطنية هو الآخر ممنوع من ولوج الملاعب في وقت سمحت بعض الدول التي استأنفت بطولاتها من دخول رجال الصحافة إلى الملاعب وبعدد محدود.
لقد كان من المبرمج أن تنتهي البطولة في 15 شتمبر، حيث أصبح هذا التاريخ متجاوزا، إذ ما أن استأنفت البطولة نشاطها حتى بدأت الأخبار تتداول من هنا وهناك عن إصابة بعض الفرق بفيروس كورونا، وهو ما جعل عددا من المباريات تتأجل وتزيد من صعوبة هذا الموسم، الذي امتاز منذ بدايته بسلسلة من التأجيلات نظرا ونظرا…
الجامعة وأمام هذه الوضعية، كان من المفروض أن تضعها ضمن حسابات استئناف عودة البطولة، حتى لا تسقط بطولتنا في ملل التأجيلات، حيث تأجلت بعض المباريات بسبب ظهور حالة واحدة من كورونا عند بعض الفرق… مع تعدد هذه الحالات كان لزاما على الجامعة التدخل، فأصدرت مؤخرا بلاغا من عدد الحالات، التي تخول لأي فريق طلب التأجيل أن يكون ما فوق ست إصابات بفيروس كورونا، قرار كان من الأفيد أن يكون ضمن صفحات البروتوكول الصحي الذي رافق استئناف البطولة تفاديا لما حدث من ارتفاع لعدد المباريات المؤجلة.
هذه الوضعية جعلت صراحة بعض الفرق تتضرر، ومن مخلفات التأجيلات أن بعض الفرق وبعد أن استأنفت مباريات البطولة، فرض عليها راحة لمدة شهر حتى يفتح المجال للمباريات المؤجلة أن تجرى في وقت ستكون بعض الفرق في وضعية صحية كروية جيدة بعد أن خضعت للحجر الصحي واستأنفت مبارياتها رغم أن البعض منها قد يكون قد أخل بالبروتوكول الصحي ولم يلتزم بما فيه الكفاية بشروط الوقاية والاحتراز.
على أي الكل ينتظر إنهاء هذه البطولة الماراطونية والاستثنائية بكل المقاييس في انتظار معرفة مستجدات الموسم الجديد، الذي لن يكون مخالفا كثيرا مع مستجد كوفيد 19.
وإذا كان الكلام عن كرة القدم غالبا ما يحظى بالقسط الأوفر من الاهتمامات، فإن باقي الرياضات الجماعية ومنذ أن توقفت بفعل كوفيد 19 لازال أمر استئنافها محتشما علما أن كرة اليد تنتظرها مشاركة في كأس العالم بمصر مع بداية السنة الجديدة، وهو ما يتطلب استئناف نشاط البطولة خدمة للمنتخب الوطني حتى يكون في مستوى الحدث، وهو يشارك لسابع مرة في هذه التظاهرة العالمية.
استئناف كرة اليد لنشاطها لا يختلف عن حالة كرة الطائرة، لكن الاستثناء هو بالنسبة لكرة السلة، التي تجاهد اللجنة المؤقتة الثالثة برئاسة كمال هجهوج الزمن من أجل تذليل الصعاب، التي كانت أسرة كرة السلة من ورائها، وجعلتها تعود إلى الوراء لسنوات، هذه هي الحقيقة، فأمر تجميد نشاطها لم يكن اختيارا موفقا، وها نحن نرى ما خلفه هذه القرار من تأثيرات جمة، لا نريد لأي نوع رياضي أن يسقط فيه، فهو يضرب في الصميم مستقبل جيل من الشباب الذين اختاروا هذا النوع الرياضي ناهيك عما يخلقه التوقف من تراجع بالنسبة للمدربين والحكام بفعل غياب الممارسة، التي طال أمدها، ثم إن سمعة المغرب في الاتحاد الدولي لكرة السلة هي الأخرى تتزعزع، وهو الذي عاد إليه بعد أن جمدت وضعية بنفس السبب…
إجمالا مع وباء كورونا، هناك أولويات تتطلب إمكانات أكبر واهتماما أوسع، والرياضة هي الأخرى لا تخرج من هذه الاهتمامات لما أصبحت تشكله من رواج اقتصادي علاوة على أنها آلية من آليات التخفيف على الأنفس لاسيما حين تظهر على السطح وبشكل مفاجئ أوبئة من قبيل كوفيد 19.e